اهمية الغذاء الصحي للجسم

بسم الله الرحمن الرحيم


اهمية الغذاء الصحي للجسم
اهمية الغذاء الصحي للجسم



يُشكل الغذاء الصحي ركنًا أساسًا من أركان الحياة الصحية التي من المفترض أن تطمح إليها في حياتكَ من أجل الحفاظ على وزنك وتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب والسرطانات؛ إذ تشير التقارير إلى مساهمة العادات الغذائية السيئة في تفشي مشكلة السمنة، كما بات الكثير من الخبراء يتحدثون عن آثارٍ سلبية للعادات الغذائية غير الصحية حتى على الأفراد الذين لا يُعانون من السمنة، ويُمكن الجزم بأنَّ الكثير من حالات الإصابة بالسرطان، وضغط الدم، والسكري، وهشاشة العظام، وأمراض القلب، ناجمة في الأصل عن اتباع العادات الغذائية غير الصحية.
ويتمحور الغذاء الصحي كما هو معروف حول حصولكَ على السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي يحتاجها جسمكَ من الفاكهة والخضراوات الطازجة، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين الخالية من الدهون، بالإضافة إلى المكسرات والبقوليات، كما يجب وفي الوقت نفسه الحرص على التوقف عن تناول مصادر السعرات الحرارية غير الصحية، مثل؛ المشروبات الغازية، والنقانق، والبيتزا، والمثلجات.


فوائد الغذاء الصحي للجسم

تكمن أهمية وفوائد الغذاء الصحي في الكثير من الأمور التي يُمكن توضيحها على النحو الآتي:

• الحفاظ على الوزن المناسب: يؤدي اتباع العادات الغذائية الصحية المتمثلة في تناول المأكولات قليلة السعرات الحرارية والغنية بالألياف الغذائية إلى تقليل خطر الإصابة بالسمنة على المدى البعيد، ومن المعروف أنَّ السمنة هي من بين أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري، والكثير من السرطانات.
• الحد من خطر الإصابة بالسرطان: تشتهر الفواكه والخضراوات الصحية باحتوائها على مضادات أكسدة وفيتامينات يُمكنها الوقاية من أنواعٍ كثيرة من السرطانات، بما في ذلك سرطان الكبد وسرطان القولون والمستقيم، ومن بين هذه الفيتامينات كل من فيتامين ج وفيتامين هـ، كما تُساهم التغذية الصحية كذلك بالحد من خطر الإصابة بالسمنة، التي تُعدّ من أبرز عوامل خطر الإصابة بالسرطان كما ذكر مسبقًا.
• الحدّ من أمراض القلب والسكتات الدماغية: أظهرت بعض الدراسات أنَّ 80% من أمراض القلب والسكتات الدماغية بالإمكان تجنب حدوثها عبر اتباع العادات الحياتية الصحية التي تُعد التغذية الصحية أحد أبرز جوانبها بالطبع، كما بات بعض الخبراء يتحدثون عن دورٍ مهمٍ لفيتامين هـ في منع حصول الخثرات الدموية التي تؤدي إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية، ومن المعروف أن هذا الفيتامين يتواجد بكثرة في الكثير من الخضراوات المكسرات؛ مثل اللوز والفول السوداني.
• الحفاظ على صحة العظام: تشتهر الأطعمة الصحية باحتوائها على كميات كبيرة من عنصري الكالسيوم والمغنسيوم اللذين يُعدان مهمان للغاية لصحة العظام، ومن بين أبرز أنواع هذه الأطعمة كل من؛ البروكلي، والقرنبيط، والملفوف، ومنتجات الألبان قليلة الدهون، وبعض أنواع الحبوب.
• تزويد الجسم بما يحتاجه من العناصر الغذائية: يوفر الغذاء الصحيّ ما تحتاجه أعضاء وأنسجة الجسم من العناصر الغذائية المختلفة للقيام بوظائفها الطبيعية على أكمل وجه، كما يزود الغذاء الصحي الأطفال بما تحتاجه أجسامهم للنمو طبيعيًا دون مشاكل.
• تقوية الذاكرة وتحسين المزاج: بات موضوع تأثير الغذاء على المزاج والحالة النفسية من بين المواضيع المهمة التي تتسابق الكثير من الدراسات على تباحثها، ولقد توصل بعضها إلى نتائج تؤكد وجود علاقة بين سوء المزاج وبين تناول الأطعمة غير الصحية، كما بات الكثير من الخبراء يرون علاقة بين تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات وأحماض الأميغا 3 وبين الحد من خطر الإصابة بالخرف أو تدهور القدرات العقلية والذاكرة.
• الحفاظ على صحة المعدة والأمعاء: ينعكس تناول الأطعمة السكرية وقليلة الألياف سلبًا على البكتيريا المفيدة التي تعيش داخل الأمعاء، بينما يُساعد الغذاء الصحي على الحفاظ على صحة البكتيريا داخل الأمعاء ويجعلها أكثر فائدة للإنسان.
• فوائد أخرى للغذاء الصحي: ومن أبرزها ما يأتي:
• تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لتأدية وظائفه المعهودة، وذلك عند تناول غذاء متوازن متكون من مزيج من اللحوم، والحبوب، والخضروات والفواكه، كما أن هذه الطاقة التي يمنحها الغذاء الصحي ضرورية جدًا للممارسة التمارين الرياضية لتقوية الجسم والعضلات.
• منح بشرة الجلد النضارة واللمعان الطبيعيين، وذلك بترطيبها وحمايتها من الجفاف، وتعد الأغذية المليئة بالمحتوى المائي المسؤولة عن هذه الفائدة مثل الخضروات والفواكه.
• الحفاظ على المستوى الطبيعي للسكر في الدم، إذ تنظم بعض الأطعمة الصحية مثل؛ الشوفان والأرز مستويات السكر في الدم، وتمنع الإصابة بداء السكري.
• تزويد الجسم بالألياف الغذائية التي تسهّل عملية الهضم والأيض، وتحسن بعض الأطعمة المليئة بالفيتامينات من صحة القولون، والحفاظ على نسبة البكتيريا الطبيعية التي تقاوم الفيروسات والبكتيريا الضارة.
• الحفاظ على الضغط الطبيعي للدم، وذلك بالابتعاد عن تناول الملح كثيرًا، والإكثار من تناول الخضروات والفواكه.
• يساعد الابتعاد عن الأطعمة غير الصحية كالكحول والكافيين في الحصول على نوم هادئ وكافٍ أثناء الليل، كما أن هذه الأطعمة غير الصحية تزيد من اضطرابات النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم.

العادات الغذائية الصحية

يتحدث الكثير من الخبراء عن عادات صحية معينة يُفضل اتباعها من أجل الحصول على الحد الأدنى من الغذاء الصحي، ومن هذه العادات التي يمكنكَ اتباعها ما يلي:

• الإكثار من الأطعمة التي تحتوي على الألياف، مثل؛ الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، ويعزو الخبراء ذلك إلى قدرة هذه الألياف على تسهيل العملية الهضمية ومحاربة الخلايا السرطانية خاصةً سرطان القولون.
• تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الخضروات، والأسماك، والبقوليات، والمكسرات.
• تناول وجبات صغيرة من الطعام على مدار اليوم، ومشاركة الطعام مع الآخرين.
• الإكثار من شرب الماء والسوائل المفيدة، مثل؛ الشاي الأخضر، والعصائر الطبيعية التي تُساهم جميعها في ترطيب الجسم ودعم عمل الجهاز الهضمي، والابتعاد عن المشروبات المليئة بالسكريات، والسعرات الحرارية.
• تنويع الأطعمة التي يستهلكها الشخص وعدم الاقتصار على استهلاك نوع واحد من الأطعمة.
• تناول وجبة الإفطار، إذ يتجنب البعض وجبة الإفطار، ويظن بأنها تسبب زيادة الوزن، ولكنها وجبة مهمة جدًا للتمتع بصحة جيدة.

العادات الغذائية غير الصحية

تتنوع العادات الغذائية غير الصحية بحسب الخلفية الثقافية والاجتماعية للشخص، ومنها:

• الإكثار من شرب الكافيين، والمشروبات الغازية بكافة أشكالها، إذ تُعد هذه المشروبات ضارة بعمل الجهاز الهضمي ومليئة بالسعرات الحرارية قليلة الفائدة.
• تناول الكثير من الأطعمة الدسمة والمقلية التي تؤدي إلى زيادة فرص الإصابة بالسمنة.
• تناول الطعام أثناء الليل، إذ يوجد العديد من الأسباب التي تحفز على تناول العشاء مبكرًا، فمثلًا يزيد الأكل ليلًا من مشاكل الهضم مما يؤثر على النوم، كما أن الكثير من الأشخاص يتناولون أطعمة غير صحية أثناء الليل، وبدلًا من ذلك يجب تناول الخضروات والفواكه كالجزر والتفاح.
• تناول الكثير من الصوديوم، إذ يجب الابتعاد عن تناول الكثير من الصوديوم من خلال تناول الطعام المنزلي الطازج بدلًا من الاطعمة التي تباع في المطاعم والمليئة بالصوديوم.
• تناول الطعام دون الانتباه إليه، إذ يلاحظ زيادة في استهلاك الطعام عند استخدام كميات أكبر أو أطباق أكبر ومن دون قصد.
• تناول الطعام المرتبط بالحالة النفسية، إذ يلاحظ بأن البعض يذهب إلى الثلاجة ويتناول الطعام لتحسين حالته النفسية، أو بعد المرور بيوم شاق في العمل، كما يمكن للبعض أن يلجأ لنفس الأمر عند الشعور بالسعادة.

الغذاء الصحي للأطفال

تُعد فئة الأطفال من أكثر الفئات التي تحتاج الغذاء الصحي بسبب حاجاتهم إلى كم كبير من البروتينات، والمعادن، والفيتامينات، من أجل النمو السليم وبناء خلايا وأعضاء أجسامهم في مراحلهم الأولى، كما أن التغذية الصحية للأطفال تمنعهم من الإصابة بالسمنة، وتجنبهم الكثير من المشاكل الصحية، إلى جانب تقوية أدمغتهم، وتحسين مزاجهم العام، كما يقي الغذاء الصحي الأطفال من الإصابة بعدة مشاكل نفسية كالاكتئاب، والقلق، والاضطراب ثنائي القطبية، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، لذا عليك حث أطفالك على تناول الغذاء الصحي، وفرض نظام غذائي صحي يقي أجسامهم من الأمراض سالفة الذكر.


مشكلة سوء التغذية

تدل مشكلة سوء التغذية على حصول نقصٍ، أو زيادة، أو عدم اتزان في حاجة الجسم إلى الطاقة أو العناصر الغذائية الأخرى، وهذا يضع الكثير من الأفراد ذوي الوزن القليل وذوي الوزن المفرط في خانة سوء التغذية، وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى معاناة 462 مليون فرد بالغ حول العالم من نقصان الوزن في عام 2014، بينما وفي العام نفسه وصل عدد الأفراد الذين يُعانون من السمنة حول العالم إلى 1.9 مليار فرد بالغ، أما بالنسبة للأطفال، فإن تقارير المنظمة تشير إلى معاناة 155 مليون طفل بعمر أقل من 5 سنوات من التقزم بسبب سوء التغذية، بينما هنالك 41 مليون طفل آخرون يُعانون من السمنة، وللأسف فقد أرجعت المنظمة 45% من حالات الوفاة بين الأطفال بعمر 5 سنوات وأقل إلى نقص التغذية أو عدم توفر ما يكفي حاجاتهم إلى الغذاء، ويعيش جلّ هؤلاء الأطفال بالطبع في الدول الفقيرة أو متوسطة الدخل، لكن من المثير للاهتمام أنَّ هذه الدول تحتوي كذلك على نسبة عالية من الأطفال الذين يُعانون من السمنة أيضًا.