وظيفة غدة البنكرياس لدى الحمام

وظيفة غدة البنكرياس لدى الحمام

تعد وظيفة غدة البنكرياس لدى الحمام مهمة للغاية حيث أن البنكرياس يطلق إنزيمات وهرمونات معينة في الحمام والطيور بشكل عام. والتفاعلات بين هذه الإنزيمات والهرمونات هي التي تنظم العمليات البيولوجية بشكل رئيسي داخل الجسم. لذلك يؤدي استئصال البنكرياس لدى الحمام أو حدوث أي قصور به إلى أمراض مميتة وهو ما يوضح لنا أهمية البنكرياس.
وظيفة غدة البنكرياس لدى الحمام

تركيب البنكرياس وموقعه

يختلف بنكرياس الحمام والطيور بشكل عام عن البنكرياس الموجود في الإنسان وباقي الحيوانات. فهو في الحمام عبارة عن هيكل مفصص منفصل يحتوي على شقوق واضحة المعالم أو طيات أو قنوات. هذه القنوات هي عبارة عن جزر تسمى جزر لانجرهانز وتنقسم إلى ثلاثة أنواع. جميع هذه القنوات تصب إفرازات البنكرياس في طرف البعيد من الاثني عشر. لذلك فإن وظيفة هذه الجزر هي إطلاق هرمونات الجلوكاجون والأنسولين والسوماتوستاتين والببتيد إلى الأمعاء حيث توجد جميع المواد الغذائية شبه السائلة. ويزن البنكرياس لدى الحمام حوالي 2.5 جرامًا وقد يصل إلى 4.0 جرامًا في الحمام البالغ. كما تتعلق به الحلقة الاثني عشرية على شكل حرف V من الأمعاء الدقيقة وغدة البنكرياس تقع بالتحديد بين طرفي الاثني عشر. والبنكرياس في الحمام يكون عبارة عن غدة بيضاء تميل إلى الوردي. جزء من البنكرياس ينتج الأنسولين والذي يصب مباشرةً في الأوعية الدموية، والجزء الآخر يفرز إنزيمات الجهاز الهضمي والهرمونات البروتينية.

وظيفة غدة البنكرياس لدى الحمام في عملية الهضم

يتغذى الحمام بشكل رئيسي على الحبوب والبذور. يتم تليين هذه البذور باللعاب من خلال إفرازات الغدد الشدقية الموجودة داخل تجويف الشدق عبر المريء لأن مناقير الحمام تفتقر إلى الأسنان. بعد ذلك يمر الطعام إلى الحويصلة حيث يتم تخزينه وتليينه مرة ثانية من خلال العمل المشترك لدفء الجسم والماء والمخاط وإنزيم الأميليز للإفرازات الشدقية أيضًا. من ثم يمر الطعام من الحويصلة إلى القانصة حيث يحدث الانهيار الميكانيكي للطعام عن طريق التقلصات العضلية لجدار القانصة وطحنه داخل تجويفها. يمر الطعام بعد ذلك إلى الاثني عشر حيث يختلط مع العصارة الصفراوية والإفرازات المعوية وإفرازات البنكرياس. تساعد جميع هذه الإفرازات وخاصةً الإفرازات البنكرياسية على تحويل الدهون والبروتينات والكربوهيدرات إلى الجلسرين والأحماض الدهنية والأمينية والسكريات الأحادية التي تفيد الجسم. كما يتم تحويل جميع هذه الفئات في الاثني عشر إلى جزيئات دقيقة سريعة الانتشار تختلط بالدم. وهكذا يساعد البنكرياس في عملية هضم وامتصاص الطعام. في النهاية يمر الجزء غير المهضوم من الطعام إلى المستقيم لإخراج البراز.

إفرازات البنكرياس والإنزيمات الهضمية

يفرز البنكرياس مجموعة رائعة من الإنزيمات التي لديها قدرة مذهلة على تقليل حجم جميع الجزيئات الكبيرة القابلة للهضم إلى مركبات يمكن امتصاصها. لذلك هناك ثلاث مجموعات رئيسية من الإنزيمات التي يفرزها البنكرياس والضرورية لعملية الهضم.

• الببتيداز

يبدأ هضم البروتينات عن طريق إنزيم البيبسين في المعدة، ولكن الجزء الأكبر من هضم البروتينات يرجع إلى إنزيم الببتيداز البنكرياسي. يتم تصنيع هذه الإنزيمات داخل البنكرياس لدى الحمام وإفرازها في تجويف الأمعاء الدقيقة. وتتكون إنزيمات الببتيداز في البنكرياس من إنزيم التربسين وإنزيم الكيموتريسبين، اللذين يتم تصنيعهما وتعبئتهما في حويصلات إفرازية في البنكرياس. بمجرد إطلاق إنزيمات الببتيداز في تجويف الأمعاء الدقيقة، يتم تحويلهما إلى أشكالهما النشطة من أجل هضم البروتينات بمجرد وصولها إلى الأمعاء الدقيقة في الحمام. كما يتم تنشيط إنزيمات الببتيداز البنكرياسية بواسطة إنزيم إنتروكيناز الموجود في الغشاء المخاطي للأمعاء.

• إنزيمات الليباز البنكرياسية

إن المكون الرئيسي للدهون الغذائية التي يتناولها الحمام هو الدهون الثلاثية أو الدهون المحايدة، ولا يمكن امتصاص جزيء الدهون الثلاثية مباشرةً عبر الغشاء المخاطي للأمعاء. لذلك يجب هضمه أولًا أو تفكيكه من أجل تسهيل هضمه على المعدة. بالتالي فإن الإنزيم المسؤول عن هذا التحلل هو إنزيم الليباز البنكرياسي، والذي يتم إفرازه في تجويف الأمعاء كمكون من مكونات العصارة البنكرياسية. كما يحتاج الليباز البنكرياسي إلى وجود كميات كافية من الأملاح الصفراوية في تجويف الأمعاء حتى يتمكن من هضم الدهون الثلاثية بكفاءة وامتصاص الأحماض الدهنية الناتجة. وهذا يعني أن الهضم والامتصاص الطبيعي للدهون الغذائية يعتمدان بشكل أساسي على إفرازات البنكرياس والكبد.

• الأميلاز

تعد النشا من الكربوهيدرات الغذائية الرئيسية للعديد من أنواع الطعام التي يتناولها الحمام، وهي شكل من أشكال تخزين الجلوكوز في النباتات. لذلك فإن إنزيم الأميلاز الذي يفرزه البنكرياس هو المسؤول عن تحليل النشا في معدة الحمام إلى مالتوز (ثنائي سكريد الجلوكوز). والمصدر الرئيسي لهذا الإنزيم في جميع الكائنات الحية وحتى البشر هو البنكرياس