السماد فوائد وآضرار _ تآثيرات السماد بآلآراضي والمحاصيل _ فوائد السماد
السماد فوائد وآضرار _ تآثيرات السماد بآلآراضي والمحاصيل _ فوائد السماد
التأثيرات الضارة للأسمدة
يتزايد الطلب على الغذاء في جميع أنحاء العالم نتيجة الزيادة السكانية الهائلة، مما دفع المزارعين إلى استخدام أنواع مختلفة من المخصبات الزراعية (مثل الأسمدة الفوسفاتية و الأسمدة الآزوتية و غيرها) لزيادة خصوبة التربة المتاحة لهم و زيادة انتاجها من المحاصيل المختلفة و التي يعتمد عليها الانسان في حياته. و عند استخدام تلك المخصبات الزراعية بطريقة غير محسوبة فإن جزء كبير منها قد يتبقي في التربة مسبباً تلوثاً لها ،و هذا الجزء المتبقي يكون زائداً عن حاجة النبات و هو يعد إسرافاً ليس له مبرر من الناحية الاقتصادية.
و التربة الملوثة ببقايا المخصبات الزراعية تسبب كثير من الأضرار للبيئة المحيطة بها. فعند ري التربة المحتوية على قدر زائد من المخصبات الزراعية فإن جزء منه يذوب في مياه الري. و يتم غسله من التربة بمرور الوقت حتى يصل في نهاية الامر إلى المياه الجوفية في باطن الأرض و يرفع بذلك نسبة كل من مركبات الفوسفات و النترات في هذه المياه، كما تقوم مياه الأمطار بحمل ما تبقى في التربة من هذه المركبات، و يشترك بذلك كل من مياه الصرف الزراعية و المياه الجوفية و مياه الأمطار في نقل هذه المخصبات التي تبقت في التربة إلى المجاري المائية المجاورة للأرض الزراعية مثل الأنهار و البحيرات.
إن الأسمدة المستخدمة في الزراعة تنقسم إلى نوعين:
الأسمدة العضوية: و هي تلك الناتجة من مخلفات الحيوانات و الطيور و الانسان، و مما هو معروف علمياً أن هذه الأسمدة تزيد من قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء
الأسمدة غير العضوية: و هي التي يصنعها الانسان من مركبات كيميائية، فإنها تؤدي إلى تلوث التربة بالرغم من أن الغرض منها هو زيادة إنتاج الأراضي الزراعية. و لقد وجد المهتمون بالزراعة في بريطانيا أن زيادة محصول الفدان الواحد في السنوات الأخيرة لا تزيد على الرغم من الزيادة الكبيرة في استعمال الأسمدة الكيميائية و أن استعمالها يؤدي إلى تغطية التربة بطبقة لامسامية أثناء سقوط الأمطار الغزيرة، بينما تقل احتمالات تكون هذه الطبقة في حالة الأسمدة العضوية.
التلوث بالأسمدة الفوسفاتية:
حيث أن مركبات الفوسفات من المركبات الثابتة من الناحية الكيميائية فإن آثارها تبقى في التربة زمناً طويلاً، و تُعدّ مركبات الفوسفات من أهم المركبات التي تلوث مياه المجاري المائية و تؤدي زيادة نسبتها إلى الإضرار بحياة كثير من الكائنات الحية التي تعيش في تلك المجاري المائية. و من تلك الأضرار التي تسببها المخصبات الزراعية الفوسفاتية الزائدة عن حاجة النبات ما يلي.
عندما تنساب كميات كبيرة من المركبات الفوسفاتية إلى أنظمة المياه حيث تعمل على تحفيز النمو الزائد للطحالب، أي زيادة في نمو الطحالب و تكاثرها، إلى حد لا تستطيع الحيوانات الصغيرة و غيرها في البحيرة استهلاك هذه الكميات من الطحالب، مما يجعل قدر كبير من هذه الطحالب يموت و يرسب في قاع البحيرة، ليتم تحلله هناك.
و يتطلب تحلل بقايا الطحالب المترسبة في قاع البحيرة نسبة عالية من الأكسجين المذاب في الماء. و يتم هذا الطلب الزائد على الأكسجين المذاب في الماء على حساب احتياجات الحيوانات المائية في البحيرة، ما يجبر هذه الحيوانات للهجرة من البحيرة التي تدنت فيها نسبة الأكسجين المذاب.
و كلما اختفت أو هاجرت الحيوانات من البحيرة، ازداد نمو و تكاثر الطحالب، بسبب عدم وجود من يستهلكها. و بهذه الطريقة يتسارع تكاثر الطحالب في البحيرة و بالتالي تزيد هجرة الحيوانات منها، ما يسبب انقطاعاً في السلسلة الغذائية لنظام البحيرة. و يعرف هذا الخلل في النظام البحيري علمياً، باسم اضطراد النمو البيولوجيEutrophication
التلوث بمركبات النترات:
لقد وصل تركيز مركبات النترات في بعض المسطحات المائية، في المناطق الزراعية، التي تستعمل فيها المخصبات بكثافة، إلى مستويات تنذر بالخطر، إذ فقدت بعض هذه المسطحات المائية صلاحيتها كمصدر لماء الشرب، و البعض الآخر مهدد بظاهرة اضطراد النمو البيولوجي. و تكمن الخطورة الحقيقة لمركبات النترات، في أن جزء منها يتحول عن طريق الاختزال إلى أيون النيتريت، الذي يسبب أضراراً بصحة الانسان. فقد أكدت الدراسات أن أيون النتريت يؤثر مباشرة في الدم، فيغير من طبيعته إلى حد ما، و يمنعه من القيام بوظيفته الرئيسية الخاصة بنقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع خلايا الجسم. فيعتقد أن أيون النيتريت يعطل عمل بعض الأنزيمات التي تختزل الحديد، في هيموجلوبين الدم، من حالته ثلاثية التكافؤ Fe3+ إلى حالته ثنائية التكافؤ Fe2+ و عندها يفقد الهيموجلوبين قدرته على نقل الأكسجين، ما يحدث التسمم. و يرى بعض العلماء أن تلوث مياه الشرب بالنترات يؤدي إلى بعض الأعراض المرضية الأخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم، و ظهور بعض الأنواع من الحساسية. كما أن هناك اعتقاد بين العلماء، أن أيون النتريت، يتحد مع بعض المواد الموجودة في أجسام الكائنات الحية، و يعطي مركبات النتروزامين Nitrosamines، التي تسبب حدوث أورام في المريء و المعدة، و البنكرياس، و بصفة خاصة في الكبد الرئتين، كما يعتقد أن هذه المركبات ضمن الأسباب المؤدية إلى بعض الأورام الخبيثة.
التلوث بالأسمدة الازوتية (النتروجنية):
تعد اليوريا من أهم الأسمدة النتروجينية المهمة لاحتوائها على نسب عالية من النيتروجين و عند ذوبانها تتحلل ببطء الى أمونيوم و ثاني أكسيد الكربون و لهذا يمكن استعمالها إما بإضافتها إلى التربة أو برش محلولها على النبات، و تكون اليوريا على شكل بلورات بيضاء اللون. تعبأ اليوريا في عبوات سليمة مصنوعة من مادة عازلة للرطوبة حيث تتحول بوجود الرطوبة إلى كتل صلدة و تخزن في مخازن جافة غير معرضة للرطوبة و أشعة الشمس و التلوث.
و قد ثبت عند العلماء أن هذه الأسمدة تسبب عجز النبات عن امتصاص بعض العناصر الغذائية الأخرى الموجودة في التربة، و أيضاً عندما تنساب كميات كبيرة من الأسمدة النتروجينية إلى أنظمة المياه تعمل على تحفيز النمو الزائد للطحالب. و كلما ازداد نمو الطحالب، ازداد فناؤها بالمقابل. و تستهلك البكتيريا الموجودة في الماء كميات كبيرة من الأكسجين لتهضم بذلك الفائض من الطحالب الميتة، و يؤدي ذلك إلى نقص مستوى الأكسجين في الماء مما يتسبب في موت الكثير من النباتات المائية و كذلك الحيوانات.
التأثيرات الضارة للأسمدة:
|1 يعتقد أن أيون النيتريت يتحد مع بعض مركبات أجسام الكائنات الحية (الأمينات الثانوية) أو يتفاعل مع بعض المركبات الأخرى الناتجة من تحلل أنواع المبيدات (سواء بالتربة أو بالماء) و تنتج مركبات النيتروزامين، و هي مواد قد تكون ضمن الأسباب المؤدية إلى الإصابة بمرض السرطان و أنواعه المختلفة في الأعضاء. و قد تتكون مركبات النيتروزامين في بعض أنواع الأغذية المحفوظة و المعلبة التي تضاف إليها مركبات النيترات و النيتريت، كما توجد في بعض أنواع الجبن، و في بعض أنواع المشروبات.
و الخطر يأتي عندما يتحول النيتريت في المعدة إلى حمض النيتروز الذي يحمل مع الدم إلى الخلايا ليدمر القواعد النيتروجينية المكونة للحمض النووي DNA ، مما يحدث تغييرات جينية و طفرات مرضية، و هو مايؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
2|نظرا لأن الكائنات الدقيقة، و منها الفطريات مسئولة عن خصوبة التربة، فإن الأسمدة تؤثر فيها، و عليه يحدث خلل فسيولوجي للفطريات، مما يسهم في إفرازها لسموم الأفلاتوكسين المسبب للسرطان و تليف الكبد. و على العكس من ذلك يحدث تثبيط بإنتاج الهرمونات النباتية (الجبريللين) بواسطة بعض الفطريات