تعتبر نخلة التمر من أقدم أشجار الفاكهة حيث كانت موجودة منذ عصور ما قبل التاريخ فى المنطقة الجافة شبه الحارة التى تمتد من السنغال حتى حوض الأنديز وذلك بين خطى عرض 15،30شمال خط الأستواء ثم إنتشرت بعد ذلك إلى الهند ثم الشرق الأقصى حتى الصين . وعموماً فإن نخيل التمر يعتبر من أهم محاصيل الفاكهة فى المناطق الجافة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تعتبر ثماره المصدر الرئيسى للإمداد الكربوهيدراتى للإنسان فى هذه المناطق منذ حوالى 5000 عام . وتنتسب أشجار النخيل إلى العائلة النخيلية وهى من النباتات وحيدة الفلقة وثنائية المسكن وتشمل حوالى 200 جنس ، 1500 نوع ويشتمل جنس Phoenix خمسة عشر نوعاً من بينها نخيل التمر Phoenix dactylifera
تقدر مساحة النخيل فى العالم بنحو مليون هكتار معظمها فى الدول العربية حيث تقدر المساحة المنزرعة بالنخيل فى هذه الدول بنحو 861 ألف هكتار تمثل نحو 85% من جملة المساحة المنزرعة على مستوى العالم وتمثل مساحة النخيل حوالى9% من المساحة المنزرعة فى الوطن العربى. وفقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عام 2004 بلغ إجمالى الإنتاج العالمى من التمور حوالى 5.985 مليون طن يخص العالم العربى منها حوالى 4.3 مليون طن بنسبة مئوية قدرها 72%. وتعتبر مصر أكبر دولة منتجة للتمور على المستوى العالمى حيث يصل حجم الإنتاج حوالى 1.17 مليون طن يليها المملكة العربية السعودية (900ألف طن ) ثم إيران (880 ألف طن) ثم الإمارات العربية (760 ألف طن) ومن الجدير بالذكر أن الإنتاج العالمى من التمور يقدر بحوالى 1.9 مليار دولار أمريكى وتتباين إنتاجية النخلة من التمور حيث يصل متوسط الإنتاجية فى مصر إلى 100 كيلو جرام بينما تتراوح بين 19-26 كجم فى المغرب العربى . ويرجع هذا الإختلاف فى إنتاجية النخلة إلى تباين الظروف المناخية ومدى العناية بالنخلة من حيث الرى والتسميد ومكافحة الآفات .
يتعرض نخيل التمر للإصابة بكثير من الآفات الحشرية والأكاروسية والنيماتودا والآفات المرضية والقواقع والطيور والخفافيش والقوارض والأعشاب . ويصل الفقد فى ثمار البلح نتيجة الإصابة بالآفات إلى مايزيد عن 35%. وتعتبر المكافحة السليمة لهذه الآفات من العمليات الإقتصادية الهامة التى تؤثر على زراعة النخيل وإنتاج التمور. ويتجه مزارعى النخيل فى أنحاء كثيرة من العالم إلى زيادة الدخل الزراعى عن طريق إستخدام الأساليب الزراعية الحديثة فى عمليات الخدمة المختلفة وإنتخاب الأصناف الجديدة بل لابد أن يصاحبها وعى تام بمكافحة الآفات التى يتعرض لها نخيل التمر حيث تسبب الإصابة نقصاً كبيراً فى المحصول من حيث الكم والنوع إضافة إلى التدهور الحاد فى الحالة الفسيولوجية للأ
وتتعرض النخلة للإصابة بالآفات حيث تم حصر وتسجيل 103 آفة تصيب النخيل فى العالم العربى تمثل الآفات الحشرية 41.7% من جملة الآفات التى تصيب النخيل والتمور كما تمثل الآفات التى تصيب الثمار حوالى 36.3% من جملة الآفات المسجلة فى العالم العربى .
تعتبر سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات التى تهدد نخيل التمر فى المشرق العربى حيث دخلت إلى منطقة الشرق الأوسط بداية من منتصف الثمانينات من القرن الماضى. حيث سجلت أولاً فى الإمارات العربية المتحدة عام 1986 ثم السعودية عام 1987 وإيران عام 1992 ثم مصر فى نهاية 1992 . ويقع الآن محصول البلح فى المشرق العربى تحت وطأة الخطر الداهم لسوسة النخيل الحمراء. وقد قدر النقص فى محصول البلح نتيجة الإصابة بهذه الحشرة من 10 طن للهكتار إلى 7, طن فقط وبنقص قدره 93% من المحصول. نظراً للإقتدار البقائى والتناسلى الذى تتمتع به سوسة النخيل الحمراء ووجودها لفترات طويلة داخل جذوع أشجار النخيل فإن مكافحتها تعتبر غاية فى الصعوبة وتحتاج إلى جهد فائق حتى يمكن السيطرة عليها. وعليه فإنه من الضرورى تبنى إختيارات متعددة تعمل معاً أو بالتبادل وفقاً لمقتضيات الوضع القائم لإحكام السيطرة على منع إنتشار الآفة ثم خفض تعدادها داخل منطقة الإدارة مع التأكيد على أن المكافحة الكيميائية الواعية هى حجر الزاوية لبرامج المكافحة.
وتعتمد مكافحة هذه الحشرة على وجود نظام رصد قوى مع إمكانية إستخدام كافة الوسائل المتاحة مثل الطرق الزراعية والميكانيكية والمكافحة السلوكية والحيوية والكيميائية. ولعل وضع كافة هذه الوسائل فى حزمة واحدة يعتبر من الأمور الهامة المحددة لنجاح مكافحة هذه الحشرة . ومن الضرورى لتحقيق السيطرة على هذه الحشرة دعم وسائل التدريب والتعليم والإرشاد والوعى العام وإعتبار المزارع هو مركز الدائرة فى إدارة ومكافحة هذه الحشرة.
يضم كتاب الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء ثمانية أبواب يختص الأول بمقدمة عامة عن نخيل التمر يشمل تاريخ نخلة التمر وزراعتها وإقتصاديات إنتاج التمور ويشمل الباب الثانى حصر لآفات النخيل والتمور وسبل الإدارة المتكاملة لها كما يضم الباب الثالث مقدمه عن سوسة النخيل الحمراء تتضمن التوزيع الجغرافى والعوائلى لسوسة النخيل مع التركيز على الفطريات والنيماتودا ويتضمن الباب السادس الفورمونات والمكافحة السلوكية لسوسة النخيل الحمراء ويشمل الباب السابع مجموعة حديثة من الدراسات المرجعية لسوسة النخيل الحمراء أما الباب الثامن فهو يضم نظرة مستقبلية عن الإدارة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء.
والله ولى التوفيق