فوائد الزراعة العضوية من جميع النواحي

فوائد الزراعة العضوية من جميع النواحي

من أجل الحصول على الغذاء الغني بالمغذيات يفضل إدارة المزارع العضوية ورعايتها باستخدام ممارسات ومباشرة مستديمة وبالتالي سوف تمتلئ المحاصيل الغذائية المنتجة عضوياً بالمغذيات مثل المعادن والفيتامينات والإنزيمات والمغذيات الدقيقة الأخرى المرتبطة بتلك الموجودة في المزارع التقليدية التي تستخدم المواد الكيميائية للزراعة كما تحتوي المحاصيل من المزارع التقليدية أو التجارية على محتوى مغذي أقل نسبياً حيث يتم تدمير معظم العناصر الغذائية باستخدام المواد الكيميائية الضارة التي تستخدم للحفاظ على المنتجات طازجة وخالية من الآفات.
ويجب أن نعزز تغذية التربة من أجل الزراعة العضوية وإدارة التربة بكفاءة ويمكن أن تساعد إجراءات الزراعة العضوية مثل تقنيات الزراعة البينية وتناوب المحاصيل والاستخدام واسع النطاق للسماد الأخضر في الزراعة على القضاء على التربة التالفة والمعرضة للتآكل والملوحة كما أن عدم وجود مواد كيميائية في الزراعة العضوية لا يقتل الميكروبات مما يزيد من نسبة غذاء التربة وهذا بدوره يضمن أيضًا بقاء المحصول غنيًا بالمغذيات المفيدة والمطلوبة.
ومن أجل الحفاظ على التنوع الزراعي في القرن الماضي تم القضاء على حوالي 75٪ من التنوع الزراعي للمحاصيل رغم إن اتباع شكل واحد فقط من الزراعة هو وصفة لكارثة في نتيجة المحاصيل الأخرى المطلوبة أيضاً بالإضافة أنه يمكن للآفات أن تقضي على العديد من أنواع المحاصيل في هذه الحالة ومن ناحية أخرى تساعد طرق الزراعة العضوية في إنتاج محاصيل مقاومة للأمراض والآفات لضمان مستقبل مستديم مع قلة في الأمراض والآفات.[1]
ما هي الزراعة العضوية

هناك العديد من التفسيرات والتعريفات للزراعة العضوية ولكن جميعها تتلاقى وتتفق لتقول إن الزراعة العضوية هي نظام يعتمد على إدارة النظام الإيكولوجي بدلاً من المدخلات الزراعية الخارجية كما إنه نظام يبدأ في النظر على الآثار البيئية والاجتماعية المحتملة من خلال القضاء على استخدام المدخلات الاصطناعية وهذه المدخلات الاصطناعية مثل الأسمدة الاصطناعية ومبيدات الآفات والأدوية البيطرية والبذور والسلالات المعدلة وراثيًا والمواد الحافظة والمواد المضافة والإشعاع ومن الممكن أن يتم استبدال هذه الممارسات الإدارية الخاصة بالمواقع لكي نحافظ على خصوبة التربة على المدى الطويل مع منع الآفات والأمراض الناتجة.
كما أن الزراعة العضوية هي نظام شامل لإدارة الإنتاج ويعزز صحة النظم الإيكولوجية الزراعية بما في ذلك التنوع البيولوجي والدورات البيولوجية والنشاط البيولوجي للتربة كما أنه يشدد على استخدام ممارسات الإدارة في تفضيل استخدام المدخلات خارج المزرعة ومع ذلك يجب مراعاة أن الظروف الإقليمية تتطلب أنظمة مكيّفة محليًا ويتم تحقيق ذلك من استخدام الأساليب الزراعية والبيولوجية والميكانيكية إن أمكن بدلاً من استخدام المواد الاصطناعية لتحقيق أي وظيفة محددة داخل النظام.
وبالرغم من ذلك لا يتم دائمًا الأعتماد على أنظمة ومنتجات الزراعة العضوية ويشار إليها على أنها منتجات عضوية غير معتمدة ولكن بأستثناء أنظمة الزراعة التي لا تستخدم المدخلات الاصطناعية مثل الأنظمة التي تفتقر إلى ممارسات بناء التربة وتدهور الأراضي لذلك يمكن تحديد ثلاث قوى دافعة ومختلفة للزراعة العضوية وهم:

• الزراعة العضوية الموجهة نحو المستهلك أو السوق

يتم في هذا النوع تحديد المنتجات بوضوح من خلال الشهادات ووضع العلامات حيث يتخذ المستهلكون قرارًا واعيًا بشأن كيفية إنتاج طعامهم ومعالجته وتسويقه. وبالتالي فإن المستهلك له تأثير قوي على إنتاج الزراعية العضوية.

• الزراعة العضوية المدفوعة بالخدمة

في بلدان مثل الاتحاد الأوروبي تتوفر لديهم الإعانات الخاصة للزراعة العضوية لتوليد سلع وخدمات بيئية بكميات جيدة وبوفرة لمختلف أنواع المحاصيل بالإضافة إلى الحد من تلوث المياه الجوفية وخلق مناظر طبيعية أكثر عن طريق التنوع من الناحية البيولوجية.

• الزراعة العضوية التي يقودها المزارعون

يعتقد بعض المزارعين أن الزراعة التقليدية غير مستدامة لفترات طويلة وقد طوروا أساليب إنتاج أخرى بديلة لتحسين صحة أسرهم واقتصاد المزرعة والاعتماد على الذات وفي العديد من البلدان النامية يتم الأعتماد على الزراعة العضوية كطريقة من اجل تحسين الأمن الغذائي للمستهلك و لتحقيق خفض في تكاليف المدخلات ولا يباع المنتج بالضرورة في السوق ولا يباع دون تمييز في السعر لأنه غير معتمد ولكن في البلدان المتقدمة يعمل صغار المزارعين بشكل متزايد على تطوير قنوات مباشرة من أجل تقديم المنتجات العضوية غير المعتمدة للمستهلكين وفي الولايات المتحدة الأمريكية يعفى المزارعون الذين يقومون بتسويق كميات صغيرة من المنتجات العضوية رسميًا.[2]
لماذا غذاء الزراعة العضوية أغلى من الغذاء من الزراعة التقليدية

وذلك لأن أغذية الزراعة العضوية معتمدة كما تعتبر منتجات الزراعة العضوية المعتمدة عمومًا أغلى ثمناً من نظيراتها التقليدية لعدد من الأسباب وهم:

• عرض الغذائي العضوي محدود مقارنة بالطلب

عادة ما تكون تكاليف إنتاج الأغذية المانتجة من الزراعة العضوية أعلى بسبب زيادة مدخلات العمل لكل وحدة إنتاج ولأن تنوع الشركات الأكبر يعني أنه لا يمكن تحقيق زيادة في الحجم

• قلة كميات محاصيل الزراعة العضوية

كما يؤدي تداول كميات صغيرة نسبيًا من الأغذية العضوية بعد الحصاد إلى ارتفاع في التكاليف بسبب الفصل الإلزامي بين المنتجات العضوية والمنتجات التقليدية خاصةً عند عملية التجهيز وعملية النقل كما تعتبر سلسلة التسويق والتوزيع للمنتجات الخاصة بالزراعة العضوية غير فعالة نسبيًا والتكاليف أعلى بسبب الأحجام الصغيرة نسبيًا.

• زيادة الطلب على أغذية الزراعة العضوية

ومع تزايد الطلب على الأغذية والمنتجات الخاصة بالزراعة العضوية يجب أن يقلل من الابتكارات التكنولوجية وتوفير حجم التكاليف والإنتاج والمعالجة والتوزيع والتسويق للمنتجات الخاصة بالزراعة العضوية.
ولا تشمل أسعار الأغذية العضوية تكلفة إنتاج الغذاء نفسه بل تشمل أيضًا أسعار مجموعة من العوامل الأخرى التي لا يتم تسجيلها في أسعار الأغذية التقليدية مثل تعزيز البيئة وحمايتها مع تجنب النفقات المستقبل ية للتخفيف من التلوث على سبيل المثال من الممكن تعوض الأسعار المرتفعة للمحاصيل النقدية للزراعة العضوية عن طريق انخفاض العائدات المالية لفترات التناوب الضرورية لبناء خصوبة التربة

• معايير أعلى لرعاية الحيوان

يجب تجنب المخاطر الصحية التي يتعرض لها المزارعون بسبب التعامل غير المناسب مع المبيدات وأيضاً تجنب النفقات الطبية في المستقبل حيث أن التنمية الريفية تأتي من خلال خلق فرص عمل زراعية إضافية وضمان دخل عادل وكافٍ للمنتجين.
أغذية الناتجة من الزراعة العضوية غير معتمدة في العديد من البلدان النامية توجد لها أنظمة زراعية تلبي تمامًا جميع متطلبات الزراعة العضوية ولكنها تكون غير معتمدة حيث تشير الزراعة العضوية الغير معتمدة إلى ممارسات الزراعة العضوية عن قصد وليس افتراضيًا هذا يستثني النظم غير مستديمة التي لا تستخدم المدخلات الاصطناعية ولكنها تؤدي إلى تدهور التربة بسبب نقص ممارسات بناء التربة من الصعب تحديد مدى هذه النظم الزراعية لأنها موجودة خارج أنظمة إصدار الشهادات وأنظمة السوق الرسمية
ولكن عادة ما تستهلك الأسر إنتاج هذه الأنظمة أو يتم بيعها محليًا مثل الأسواق الموجودة في الحضر والقرى بنفس سعر نظيراتها التقليدية وعلى الرغم من أن المنتج غير المصدق لا يستفيد من علاوات الأسعار ولكن قد تم توثيق بعض الحالات حين تزيد الزراعة العضوية غير المعتمدة من إنتاجية النظام البيئي الزراعي الكلي حيث توفر عند شراء المدخلات الخارجية في البلدان المتقدمة وغالبًا ما يتم بيع الأغذية العضوية غير المعتمدة مباشرة إلى المستهلكين
وذلك من خلال برامج دعم المجتمع المحلي مثل مخططات الصناديق وأسواق المزارعين وعند بوابة المزرعة كما يسمح لذلك للمنتج بمعرفة ما يريده المستهلك بالضبط بينما لا يعرف المستهلك من أين يأتي المنتج وفي حالة المخططات الصندوقية يوفر تكاليف النقل من خلال تسليم المنتجات وفي البلدان المتقدمة عادةً ما يكون للمنتجات العضوية غير المعتمدة سعرًا أعلى من نظيرتها التقليدية وفقًا لاستعداد المستهلك للدفع.[3]