مصايد السمك

مقدمة
عملية الصيد من الأنشطة البدائية التي مارسها الإنسان بريا ثم انتقل بها من البر إلى البحر بعد أن طور نفسه بوسائل تساعده للصيد في الماء. علوم المصايد fisheries sciences هي مجموعة من العلوم تشمل دراسة سلوك ومعيشة الكائنات البحرية، علم البيئة البحرية وعلم ديناميكية العشائر السمكية وعلاقته بالمتغيرات البيئية. والهدف النهائى من هذه العلوم هو توقع مدى استجابة الأسماك والكائنات البحرية الأخرى للوقوع في شباك ومعدات الصيد واختيارية ومقدرة هذه الشباك على الصيد والإمساك بالأسماك والتي تصمم بناءا على نتائج العلوم السابقة. والمحصلة النهائية من تلك العلوم مجتمعة هو وضع استراتيجيات تعرف بعلم إدارة المصايد وهو من العلوم الهامة لاستمرار وتنمية هذه الموارد البحرية حيث أصبحتمصايدالأسماكالبحريةفيمفترقالطرق. ويتطرقالشكبشأنقدرةالنظمالحالية للثروةالسمكيةعلىالاستدامةنظرالأنأكثريةالمواردالسمك يةتستغلاستغلالامفرطا.

مفهوم علم المصايد
الأسماك عادة لا ترى ولا تعد ولا توزن قبل صيدها وبالتالي فبحوث المصايد تبدأ مع بداية الصيد معتمدة على طرق إحصائية ورياضية لتحديد كمية وحجم الأسماك في المصايد وبالتالي تحديد مواصفات وسائل الصيد والشباك المستخدمة وذلك لإدارة المصيد بشكل صحيح. ومن هنا نرى أهمية الصيد كعلم لدراسة مخزونات الأسماك والمتاح منها للصيد وتحركات العشائر السمكية والعوامل المؤثرة عليها والاهتمام بإختيارية الشباك والمناسب منها لمنع الصيد الجائر وتحديد كمية وحجم الأسماك التي يجب صيدها سنويا حتى يمكن الحفاظ على هذه الموارد من النضوب.
الهدف من دراسة علم المصايد
نلاحظ أن الاستغلال العالمي للموارد السمكية في تزايد مستمر حيث أن كمية المصيد زادت من 19مليونطن عام1950 حتى وصلت 92 مليونطن فى عام 2001 وفى مصيد البحر المتوسط بمصر ارتفع الانتاج من 40 الف طن عام 1991 الى حوالى 84 الف طن عام 2007 اى ان الانتاج السمكى تضاعف خلال 17 عام فقط. وهذا التقدم الباهر قد يكون له سلبياته فزيادة كمية المصيد كانت على حساب مجاميع سمكية كادت أن تختفي أو ربما اختفت واحدة تلو الأخرى من بعض المسطحات تاركة مجاميع سمكية منهارة لم تعد قادرة على الظهور في المصيد مرة أخرى وذلك بسبب الكثير من الممارسات الخاطئة في المصايد وظهور الكثير من حرف الصيد المحرمة دوليا. ولان المصايد هى حالة حية مستغلة وعلية فهى مصادر متجددة . فاستغلال المصايد بصورة جائرة وخاصة أنها ملكية مشتركة لكثير من الدول، وفى كثير من الحالات تكون المصايد متاحة بدون ضوابط وبدون تحديد لتراخيص الصيد وهذا مايؤدى إلى الإستغلال البيولوجى والإقتصادى لهذة المصايد بصورة جائرة . بعض المصايد قد تستمر فترة طويلة تحت درجة الأستغلال الآقصى وخاصة المصايد الداخلية نتيجة لعدة أسباب منها وسائل الصيد البدائية نقص فى معدات الصيد وعدم وجود أسواق للتوزيع .......... الخ
لكن فى السنوات الآخيرة أصبحت الأحياء المائية مصدر هام من مصادر البروتين فى كثير من الدول وبالتالى أصبحت المصايد فى هذة البلدان تعانى من الصيد الجائر بشكل واضح وفى حاجة ماسة لإعادة تنظيم عمليات الصيد. وبالتالي فهدف دراسة علم المصايد هو تحديد المخزونات السمكية والمتاح منها للصيد مع الحفاظ على المصيد بصورة مستمرة، كذلك إلقاء الضوء على الوضع الراهن للمصايد والتكنولوجيا المستخدمة في الصيد سواء الآمن او الضار منها، ووضع الحلول والسياسات المناسبة لإدارة وتنظيم المصايد. علم المصايد بمفردة لا يستطيع علاج كل هذة الحالات ومع ذلك فهذا العلم يقدم النصيحة البيولوجية للإدارة لإعادة المخزونات السمكية إلى وضعها الطبيعى .

بعض المصطلحات العلمية، العملية والمحلية المتعلقة بالصيد.
* مركب الصيد: كل وحدة عائمة تستخدم في صيد أو تصنيع الثروات المائية الحية مهما كانت وسيلة تسييرها أو الغرض منها سواء للهواية أو للاحتراف .
* الصيد: جمع الثروات المائية الحية بأي واسطة كانت و لأي قصد كان .
* الصياد: كل من يمارس الصيد مترجلاً أو بواسطة سفينة صيد .
* طاقم المركب : جميع الافراد العاملين على المركب
* المحميات المائية : المناطق التي يحظر الصيد فيها بصفة دائمة .
*المياه الداخلية: المناطق المائية التي تقع وراء خطوط الأساس التي يقاس منها البحر الإِقليمي و باتجاه اليابسة .
* الماجا : عدد عيون الشباك فى الخمسين سنتيمتر.
* حبل الفلين : هو الحبل العلوى غالبا فى الشباك والذى يعمل على فرد وتعويم الشبكة عن طريق قطع من الفلين.
* حبل الرصاص: الحبل السفلى للشباك والذي يعمل على فرد الشبكة لأسفل عن طريق قطع من الرصاص.
* حبل المرز: ويطلق علية ايضا حبل الضم وهو الحبل الذى تعلق علية حلقات من الحديد لضم الجزء السفلى للشانشولا ويكون بجانب حبل الرصاص.
* الزوادة : هى كمية الاطعمة التى يحملها الصياد معة فى رحلة الصيد.
* الغموس: كمية الأسماك التى يستقطعها الصياد من انتاجة والخاصة بمنزلة.
* رخصة الصيد : البطاقة التى تصدرها الجهة مانحة الترخيص الى كلا من مالك المركب او الصياد او غيرهما من افراد طاقم الصيد.
* البوغاز : كل فتحة طبيعية او صناعية تصل بين البحر والبحيرة .
* المخزونات السمكية :
عادة لا تتم عملية الصيد إلا أذا توافرت عناصرها وهى الصياد – وسيلة الصيد – المخزون السمكي. الصياد ووسائل الصيد مثل القارب والشباك قد تكون واضحة المعنى لدى الدارس أما المخزون السمكي فهو مجموعة سمكية من نوع واحد لها نفس خصائص النمو والنفوق وكذلك البيئة التى تعيش فيها فمثلا الأنواع القاعية التى لها هجرة محدودة ومنظمة (مثل أسماك الدنيس) تكون أسهل فى تحديد مخزوناتها عن المجموعات كثيرة الهجرة والتنقل مثل الأسماك السطحية كأسماك التونة كذلك يمكن تعريف المخزون بأنة تلك المجموعة التى تتكاثر منفصلة والتى ترتبط أفرادها جيل بعد الآخر (سنة بعد آخرى).
المخزون عبارة عن أنواع وكمية الأسماك بالمسطح المائى وبالتالى لابد من معرفة جيدة بالأنواع والتفريق بينها وتصنيفها لأن كثير من الأنواع قد تتشابهة وخاصة فى اسماك المناطق الدافئة وبالتالى عملية التميز بين الأنواع قد تبدو صعبة فى كثير من الاحوال. تبنى سياسات التطور التكنولوجي للمصايد بشكل مباشر على وفرة المخزونات السمكية والمتاح منها للصيد بالوسائل التقليدية والغير متاح والذى يحتاج الى تكنولوجيا متقدمة لابد من البحث عنها لمواكبة التطور التكنولوجى اللازم للصيد فى اعالى البحار.
* الصيد الجائر
ومن الناحية البيولوجية يعتبر الصيد الجائر هو تعدى نسبة ال 50 % من الاستغلال للمخزون أو فيما يتعلق بأنواع منفردة أما الصيد الجائر للنظم البيئية فيتعلق بأنواع عدة من مصادر مختلفة ومن الناحية الاقتصادية يعنى الصيد الجائر إضافة وحدات صيد جديدة للمصيد (محصول / جهد صيد وعائد اقتصادي) حتى لا تقدر وحدة الصيد على تغطية تكاليفها وهذا بالطبع سوف يؤدى إلى انخفاض الكتلة الحية بالمصيد نتيجة لزيادة جهد الصيد. من هذا المنطلق سوف يحدث انخفاض تدريجي للمخزون وبعد إضافة عدد كبير من الوحدات إلى المصيد لدرجة يصعب معها إدارة المصيد والمزيد من هذة الوحدات سوف يؤدى إلى تكلفة بدون عائد نتيجة لنضوب المخزون وبالتالي سوف يؤدى هذا لمشكلة اجتماعية لزيادة التكاليف وقلة العائد وبالتالي المطالبة بإعانات مالية لجميع الصياديين في شكل أسعار الوقود أو غيرها. وهذا يؤدى إلى زيادة العبء على الحكومة ، عمليات البحوث وإدارة المصيد وهنا سوف ننشغل بالعديد من القضايا لإدارة المصيد منها الاجتماعية والاقتصادية والبيولوجية وهذا يتطلب المزيد من الجهد والوقت والمال.
* الصيد العرضي
قد توقع معظم عمليات الصيد بعض الكائنات الغير مستهدفة بصورة عرضية فى شباكها و هذا ما يشار الية عموما باسم المصيد العرضي، وقد يشمل ذلك الأسماك الصغيرة من الأنواع المستهدفة أو الأنواع الأخرى ذات القيمة التجارية القليلة أو التي لا قيمة لها على الإطلاق من الناحية التجارية. وهذه المشكلة واسعة النطاق حيث يقدر المصيد العرضي في العالم بنحو 20 مليون طن يمثل نحو ربع مجموع المصيد العالمي . وتميل مصايد الجمبري إلى تحقيق أكبر كمية من المصيد العرضي فى حين تأتى أقل كمية من مصايد أسماك السطح الصغيرة .ومعدلات المصيد العرضي متوسطة فى مصايد أسماك القاع المختلطة وأسماك السطح الكبيرة. وينشأ المصيد العرضي نتيجة لأن معدات الصيد تتسم بخصائص اختيار بعيدة عن الكمال إلا أن المشكلة تتفاقم نتيجة للضغوط الاقتصادية الناجمة عن الإفراط في الاستغلال. ويؤدى ذلك إلى انعدام كفاءة استخدام الموارد وحدوث تغيرات في وفرة كل من الأنواع المستهدفة وغير المستهدفة . وقد تتعرض بعض أنواع المصيد العرضي بما في ذلك بعض الأسماك والزواحف والطيور والثدييات لخطر الانقراض. ويجرى ببساطة ارتجاع الكثير من المصيد العرضي إلى البحر. وقد يؤدى فرض قواعد مثل الحد الأدنى لحجم الأسماك التي يتم إنزالها والقيود على المصيد إلى تشجيع الارتجاع على الرغم من عدم توخي ذلك . ولا يبقى معظم المصيد المرتجع على قيد الحياة إلا أن هذه المواد توفر الغذاء للكائنات الأخرى وخاصة الحيوانات القمامة التي قد تتزايد أعدادها. ويعتبر المصيد العرضي مجرد عنصر من مجموع كميات النفوق في الأنواع المتأثرة بالصيد. وقد ذكر سالم وآخرون ان النفوق بسبب الصيد العرضي لزريعة اسماك الدنيس والغير مسجل فى المصيد قد يفوق النفوق بالصيد لهذا النوع ببحيرة البردويل بسبب ممارسات الصيد غير الشرعي لحرفة صيد الجمبرى (جرافة الجمبرى).
ومن هنا فإن المصيد العرضي ليس بقضية منعزلة عن غيرها من القضايا. ولمعالجة المشكلة يجب مراعاة المسألة الأوسع نطاقا المتعلقة بإدارة الموارد بما فى ذلك الأنواع المستهدفة. ويتطلب النجاح في الحد من المصيد معالجة المشكلات المزمنة المتعلقة بالإفراط في الاستغلال وهذه مسألة مازالت تشكل تحديا كبيرا في مختلف أنحاء العالم.