وزير الزراعة المهندس محمد رضا إسماعيل
تشهد وزارة الزراعة حالة من الارتباك والقلق بعد تفاقم حالات الاشتباه والنفوق بالحمى القلاعية "سات 2" على مستوى محافظات الجمهورية، حيث طالب المهندس محمد رضا إسماعيل، وزير الزراعة، بالإسراع فى معرفة أسباب تفشى المرض، واستعجال نتائج معمل "بربرايت" البريطانى المرجعى لمعرفة مدى تأثيره وانتشاره والرقابة المستمرة عبر المنافذ الحدودية وغلق الأسواق مؤقتا والحظر من مراكز المحافظات.
جاء ذلك فى الوقت الذى تحاول فيه الحكومة طرح كميات كبيرة من اللحوم المستوردة ودخول وزارة الزراعة كشريك لأول مرة مع وزارة التجارة السودانية لاستيراد 5 آلاف رأس ماشية كمرحلة أولى من اللحوم الحية والمذبوحة ويبعها للموطنين بسعر التكلفة الذى لا يتعدى 25 جنيهاً للكيلو، فى حين ذبح عدد كبير من المربين الآلاف من صغار الماشية خوفا من نفوقها، وهو ما يعنى زيادة المعروض من اللحوم وانخفاض أسعارها بصورة ملحوظة وفى المقابل ارتفعت أسعار الدواجن لعدم إقبال المستهلك على شراء اللحوم خوفا من فيرس الحمى القلاعية "سات "2".
وأعلنت وزارة الزراعة المتمثلة فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن عدد حالات المواشى المشتبه فى إصاباتها بمرض الحمى القلاعية "سات 2" على مستوى الجمهورية بلغ 7 آلاف و491 حالة، تم رصدها عن طريق مديريات الطب البيطرى فى حين بلغت الحالات النافقة 483 حالة نافقة قابلة لزيادة خلال الساعات المقبلة.
وقال حاتم فراج، مساعد وزير الزراعة للطب البيطرى، إن الساعات القادمة ستشهد ازدياد فى حالات الاشتباه بالحمى القلاعية سات 2، حيث إن آخر تقرير يوضح أن نسبة حالات النفوق والاشتباه تتركز بمحافظة الإسكندرية بواقع ألف و306 حالات يليها الغربية حيث سجلت ألف و100 حالة ونفوق 142 حالة بينما سجلت حالات النفوق فى محافظة بورسعيد 25 ويليها القليوبية وسوهاج.
وعن سؤاله عن صرف التعويضات للمربين الذى فقدوا ماشيتهم بسبب الحمى القلاعية وتطبيق توجيهات المشير محمد حسين طنطاوى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قال مساعد وزير الزراعة فى تصريحات "اليوم السابع": حتى الآن لم تتضح روية لصرف تعويضات للمربين، ولكننا ندرس الأمر، وتابع: "لم يتم الحصر بعد لزيادة حالات الاشتباه بالحمى القلاعية "سات 2". مضيفا أن هناك عكوفا من قبل المعامل المركزية لمعرفة حقيقة المرض حفاظا على الثروة الحيوانية وتكثيف حملات الرقابة على الأسواق وحظر نقل الماشية والمتابعة المشددة على الحدود.
ووأوضح مساعد الوزير أنه من الطبيعى وقف مشروع البتلو لحين استقرار الأوضاع، قائلا "إن معظم النفوق من العجول حديثة الولادة والصغير، فالمرجح عزوف المربين عن مشروع البتلو". قائلاً: "لو التزمنا بتعليمات وتوصيات الحجر البيطرى التى أرسلتها الهيئة للمحافظات ومديريات الطب البيطرى فور اكتشاف المرض سيخفض معدل الإصابات بنسبة لا تقل عن 80%"، موضحا أن الانتشار السريع للمرض أحد صفاته أنه فيروس وبائى ينتقل من خلال الهواء بسرعة شديدة، لافتاً إلى أن الحيوانات الكبيرة التى يتم التعامل معها فور زهور المرض أو الأعراض تتعافى تماماً خلال 10 أيام.
من جانبه، قال اللواء أسامة سليم رئيس هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة،" لليوم السابع "أن هناك تحركا سريعا من قبل المعامل المركزية للتعرف علميا على تفشى المرض، قائلا لسنا معتمدين على المعامل الأجنبية وسواء وصلت العينة إلى المعمل المرجعى للحمى القلاعية إلى برابرايت بإنجلترا أم لا لأنه تم الاتفاق بين الشركة القابضة لإنتاج اللقاحات بوزارة الصحة "فاكسيرا" وشركة "ميدل إيست" الوطنية لإنتاج اللقاحات البيطرية، على تصنيع كميات كبيرة من اللقاحات المصرية مضاد للعترة الجديدة خلال 3 أسابيع فقط، بهدف تحصين الماشية الصغيرة فى أسرع وقت ممكن، وخاصة فى القطاع الريفى للسيطرة على حالات النفوق المتكررة للماشية.