الالبان , صناعة الالبان , تكنولوجيا الالبان
لقد أصبح غذاء الإنسان من الموضوعات أو المشاكل الهامة علي المستوي العالمي والإقليمي والقومي لكل بلاد العالم. وقد انشغلت جميع الدول الغنية منها والفقيرة. الغربية والشرقية. الشمالية والجنوبية. انشغلت جميعها بدراسات وبحوث حول الغذاء وأخذت قرارات وتوصيات في شأنه لاحصر لها. كما تبذل أموالا طائلة للإنتاج الغذائي في البلاد الواعية الغنية لتوفير الغذاء الكافي. ليس ذلك وحسب وإنما توفير الغذاء المناسب كما ونوعا.
ومن مفارقات الزمن الذي نعيش فيه الآن أن بلاد الشمال الغنية وخصوصا الغربية منها لديها فائض من الغذاء يفوق ويزيد كثيرا علي استهلاك أهلها لدرجة أن أطلق عليهم مجازا أنهم يمتلكون جبالا من الزبد وبحيرات من اللبن لا يدرون ما يفعلون بها.
بينما أهل الجنوب في أسيا وأفريقيا يكادون يموتون جوعا لعدم قدرتهم علي إنتاج غذائهم واعتمادهم المتزايد علي ما يأخذونه من بلاد الشمال معونة أو تبرعا أو بالدين.
وإذا نظرنا بعين فاحصة عادلة ومحايدة نري أن هذا تعبير واضح عن الفرق بين العلم والجهل. بين التقدم والتخلف وإذا أتينا إلي الموقف في العالم الإسلامي نجد أن أمور الغذاء والوعي الغذائي تكاد تقترب من الصفر.فكم منا يعرف طبيعة ما يأكله؟وكم منا يعرف ما هي فائدة أو أضرار ما يأكله؟ ومتي يكون نافعا ومتي يكون ضارا؟وكم منا يعرف الطرق السليمة للتعامل مع الغذاء ؟وكم منا يعرف الفرق بين صلاحية الغذاء للاستهلاك الآدمي وكونه أمنا صحيا؟
هناك الكثير والكثير من الأمور الغذائية التائهة عن أذهاننا . كما أن هناك الكثير والكثير من المعتقدات الغذائية الخاطئة التي توارثناها وما زلنا نعتقد بها مع أنه ثبت بالدليل القاطع خطأ هذه المعتقدات. لكن للأسف الشديد الكثير منا لا يهتم بهذه الأمور مع أنها في غاية الخطورة . ولنعلم جميعا أننا إذا أردنا أن نعيش عيشة كريمة فعلينا بالجد والاجتهاد. علينا أن نتحول من أمة مستهلكه إلي أمة منتجه. فمن لا يملك قوته لا يملك إرادته وحريته .
فكم أنا حزين لما وصلنا إليه. وما زاد ني حزنا ما سمعناه وشاهدناه مؤخرا في وسائل الإعلام حول غش اللبن، وما سمعناه كان مهزلة حقيقية من أناس يعدون أنفسهم من المسؤلون الأوائل عن الغذاء في مصر.
و يعتبر اللبن ومنتجاته من المواد الغذائية التي لا يمكن الاستغناء عنها حيث أنه يحتوي علي بعض المكونات الهامة والضرورية للحياة.
فيمكن اعتباره مصدر أساسي لكل من البروتين والكالسيوم والفوسفور وبعض الفيتامينات.
لذلك يجب العناية التامة عند التعامل مع اللبن ،والتعامل معه كأي ماده حيه يحدث بها العديد من التفاعلات حيث تنشأ مجموعه من التفاعلات الكيموحيويه في اللبن وينمو به ملايين من الكائنات الحية الدقيقة .لذلك وجب الاهتمام بكل خطوه من خطوات الصناعة.وإلا تحولت هذه الصناعة من نعمه إلي نقمه .
فصناعة الألبان ومنتجاتها سلاح ذو حدين .فبالرغم من اعتباره غذاء كامل مرتفع في قيمته الغذائية ولكن في نفس الوقت قد يكون مسببا أو ناقلا لكثير من الأمراض إذ لم نعتني به بداية من الحلب ثم النقل والتصنيع وأخيرا التخزين والتداول.وسوف أقدم من خلال هذه الكتابات وقد قسمتها إلي ست فصول ما يحدث داخل معامل ومصانع الألبان وأدعو المولي سبحانه وتعالي أن تنال إعجابكم . وأرجو أن ترسلوا ملاحظاتكم وتعليقاتكم ونقدكم أيضا ومساعدتي في إخراج هذا العمل بشكل جيد يستفيد منه كل صانعي الألبان.