الحياة الاجتماعية عند النباتات

لا شك ان غريزة العيش في مجموعات مترابطة والبحث عن انشاء علاقات اجتماعية من الغرائز التي وهبها الله للانسان والحيوان كذلك
فنجد معظم فصائل الحيوانات وبعض انواع الحشرات كذلك تميل دائما الى العيش في مجموعات متحدة وتدافع عن أرضها ضد اي عدوان من فصيلة اخرى
بل ان بعض الفصائل المختلفة تعيش في مجموعة واحدة . . .
الا ان وجود هذه الغريزة في عالم النباتات كذلك امر يدعو الى بعض الدهشة والاستغراب

اكتشف العلماء هذه الميول العاطفية والاجتماعية ان صح التعبير في نبتة تعيش بالكثبان الرملية للمناطق الساحلية تدعى فُجيلة البحر حسب ترجمة أحدهم
وهو نبات من الفصيلة الصليبية

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


الاسم العلمي "Cakile maritima" ويطلق عليها كذلك : "European searocket "
وتعرف في فرنسا باسم : "Roquette de mer" ، أي : صاروخ البحر
نبات عشبي اوراقه عصارية ذات لون اخضر مُرْمَدّ والزهور تتنوع بين الابيض والبنفسجي الباهت


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

هذه النبتة تنتج بذورا صغيرة تنشطر الى نصفين عند نضجها
نصف يبقى عالقا بالنبتة والنصف الآخر ينتقل بفعل عوامل الطبيعة الى مكان آخر حيث تبدأ دورة حياتية جديدة . . .
ولهذا فكان من الطبيعي ان نجد هذه النبتة تنمو وسط مجموعة نباتات اخرى غريبة عنها

ما لاحظ العلماء هو ان هذه النبتة حين تجد نفسها محاطة بناتات اخرى من غير جنسها ، فان جذورها تستطيل وتتعمق بالتربة اكثر من تلك التي تنمو وسط نباتات من نفس جنسها
وكأن الاحساس بوجود كائن اجنبي يحيط بها يشعرها بعدم الأمان فتعمد الى تثبيت نفسها بقوة في الأرض مدفوعة بغريزة البقاء
بينما وجودها مع نباتات من نفس جنسها يكون مدعاة للشعور بالأمان ، فلا حاجة لها اذن لاهدار طاقاتها

والسؤال الذي يتبادر الى ذهنكم بكل تأكيد الآن ، هو كيف تحس النباتات بالقرابة او الغرابة عما يحيط بها من نباتات أخرى ؟
تقول الباحثتان "Susan Dudley" و "Amanda File" من جامعة ماكماستر بكندا في ترجيح غير مؤكد بعد أن هذا ربما يعود الى علامات او دلالات كيماوية بالتربة كنوع معين من البروتينات مثلا ، يُعرف النبتة على ما يحيط بها من موجودات هل هي من نفس جنسها او من جنس آخر غريب عنها

ويخلص العلماء من خلال هذا الى ان النباتات عموما تقوم باهدار طاقاتها وقدراتها كلما كانت محاطة بنباتات من غير فصيلتها
والعكس صحيح كذلك لا محالة