كيف كان الصيد قديما

بسم الله الرحمن الرحيم


كيف كان الصيد قديما
كيف كان الصيد قديما






كان الصيد أحد الأساليب الرئيسية التي استخدمها الإنسان للحصول على الغذاء لآلاف السنين قبل أن يستقر ويعرف الزراعة، وقد جاب الصيادون الأرض لعدة قرون قبل أن يستقر الناس في مكان واحد ويعتمدوا على الزراعة كمصدر رئيسي لتأمين طعامهم، ولا يزال الصيد وسيلة شائعة للحصول على الطعام في أجزاء كثيرة من العالم، بينما يُعد في أماكن أخرى هواية للعديد من الأشخاص، إلى جانب أن الصيد أحيانًا يكون بغرض التجارة بالحيوانات التي يحصل عليها الصياد، كما ويستخدم الصيد في بعض المناطق للتحكم في أعداد الأحياء البرية للمحافظة على توازن السلسلة الغذائية فيها، ولكنه أدى أيضًا إلى تعريض بعض الأنواع للخطر، يعارض البعض على الصيد ويرفضه بسبب الإيمان القوي بالدفاع عن الحيوانات، بينما يرفض آخرون الصيد بسبب المعتقدات الدينية.
أما صيد السمك نشأ منذ القِدم كوسيلة لتوفير الغذاء للبقاء على قيد الحياة سواءً أكان في المياه العذبة أو المياه المالحة، وقد ظهر منذ العصور القديمة مشهد الصيد المصري قبل حوالي 2000 قبل الميلاد، إذ تظهر شخصيات الصيد مع قضيب وخيط أو مع الشباك، وتشير الرواية الصينية من حوالي القرن الرابع قبل الميلاد إلى أن الصيد كان باستخدام خيط حريري، وخطاف مصنوع من إبرة، وقضبان من الخيزران مع استخدام الأرز المطبوخ كطعم للسمك، وتوجد أيضًا إشارات في الكتابات اليونانية والآشورية والرومانية واليهودية القديمة تدل على أن الإنسان عرف الصيد منذ القِدم.
ومن أقدم أدوات البشرية المستخدم في الصيد هو الخطاف أو الخانق؛ وهو عبارة عن قطعة من الخشب أو العظم أو الحجر طولها يتراوح بين 1 سم إلى 2.5 سم تقريبًا، وهي مدببة من كلا الطرفين ومثبتة خارج الوسط على الخيط، ويغطى الخانق بنوع من الطعم، وعندما تبتلع السمكة الخانق يسهل بعد ذلك سحبها، واليوم وبالرغم من ازدياد عدد السكان الذين يسببون الطلب المتزايد على الصيد في الأنهار والبحيرات، إلا أن هذا النوع من الصيد هو من أجل ممارسة هواية الصيد التي أصبحت إحدى أكثر أشكال الاستجمام في الهواء الطلق شهرة في العالم، وتبقى مشاكل الصيد الحديث في جوهرها كما هي مشاكل الصيد في الماضي وهي؛ مكان العثور على الأسماك، وأفضل طريقة للحصول عليها، بالإضافة إلى اعتماد الصيد على الرياح والطقس وغيرها من الظروف.

طرق الصيد

للصيد طرق متعددة وتختلف باختلاف نوع الصيد فيما إذا كان صيد سمك أو صيد حيوانات، وفيما يلي بعض الطرق المستخدمة في النوعين:
طرق صيد الأسماك

يمكن استخدام تلك الطرق جميعًا في المياه العذبة والمياه المالحة، ومن أبرز تلك الطرق ما يأتي:

• الصيد بالطُّعم: يُعد صيد السمك باستخدام الطعم والذي يُطلق عليه أيضًا صيد السمك في قاع البحار الطريقة الأقدم والأكثر استخدامًا عالميًا، وتُستخدم هذه الطريقة لصيد ما يُسمى بالسمك الخشن (أو الخام) والذي يضم كلًا من؛ الدنيس، والشوكة، والتنش، والسمك النهري، وسمك السلور، وسمك السلمون المرقط، وأنواع أخرى، إذ يثبت الصياد الطعم على الخطاف ثم يرفع طرف القضيب عندما تبتلعه السمكة، ومن الطعوم الشائعة في صيد الأسماك؛ الديدان، واليرقات، والأسماك الصغيرة، وعجينة الخبز، والجبن، وقطع صغيرة من الخضروات والحبوب، ويمكن ممارسة هذا النوع من الصيد في الأنهار والجداول والبحيرات المتجمدة، وتتكون أداة الصيد من قضيب بطول ثلاثة أقدام مع بكرة بسيطة أو جهاز يشبه المربط لتثبيت الخيط فيه.
• الصيد بالذباب: وهو طريقة للصيد باستخدام أداة تتكون من قضيب طوله من 7 إلى 11 قدم وبَكَرة بسيطة، وخط ثقيل مطلي بالبلاستيك، ويُستخدم الذباب الاصطناعي المصنوع من الشعر أو الريش أو المواد الاصطناعية، والمُصمم لتقليد مصادر الغذاء الطبيعية للأسماك، وتحتاج الذبابة إلى الهبوط برفق قدر الإمكان على الماء لتجنب إخافة الأسماك، وهذه الطريقة من الصيد تشمل أنواع سمك السلمون المرقط و سمك السلمون وسمك السلور وغيره.
• الصيد بالطُّعم الحيّ: وهو الطريقة الأساسية لصيد الأسماك في المحيطات باستخدام القوارب الخاصة بالصيد، وتتميز هذه الطريقة بأنها مناسبة في الأماكن التي يصعب فيها تحديد موقع الأسماك، والأماكن العميقة، كما أن فعاليتها زادت كثيرًا بعد إدخال معدات السونار فيها، ويبلغ طول القضبان المستخدمة من 5 إلى 7 أقدام، وتكون الخطوط ثقيلة ومصنوعة أحيانًا من المعدن، مع الأوزان المضافة المستخدمة لتحقيق جذب إلى أعماق أكبر، كما يوجد طريقة للصيد تُدعى السلمون، وهذه الطريقة من الصيد تشمل سمك السلمون المرقط الكبير، والبايك.

طرق صيد الحيوانات

يوجد العديد من الطرق المختلفة لصيد الحيوانات، ومن أبرزها ما يأتي:

• الصيد بالتمويه: التمويه ضروري للصياد ليبقى غير مرئي للحيوانات التي ينصب لها المصائد، ومن المهم أن يبقى الصياد بعيدًا عن الأنظار في جميع الأوقات لأنه بمجرد أن يشعر الحيوان بوجود أي شخص سيبدأ في الهروب فورًا، وينطوي التمويه على الاندماج جيدًا بالخلفية بحيث يصبح غير مرئي تقريبًا للفريسة من مسافة بعيدة.
• الصيد بالكلاب: وتستخدم هذه الطريقة الكلاب المُدرَّبة، والتي تتعاون مع الصياد في بعض مُطاردات الفرائس.
• الصيد بالطيور: يكمن سحر هذه الطريقة في أنها مُتاحة على مدار العام؛ وذلك لوجود أنواع مختلفة من طيور الصيد طوال العام، وتتميز الطيور بأن لديها بصر حاد للغاية، وهي نشطة كذلك، كما أنها تحتاج إلى ارتداء معدات صيد خاصة وكافية لإسقاط الفريسة دون أن تلاحظها.
• الصيد النشط: ويتطلّب أن يكون الصياد نشطًا ليسير على قدميه لمسافات طويلة حاملًا معه معداته؛ لذا يجب أن تكون المعدات مناسبة وخفيفة الوزن والملابس ذات تهوية جيدة.
• صيد السفاري: ويقتصر هذا النوع على مناطق خطوط العرض الدافئة ذات درجات الحرارة العالية، وهنا يجب أن تكون ملابس الصياد خفيفة الوزن ورقيقة لتتناسب مع المناخات الغريبة والجافة.

حقائق مثيرة للاهتمام حول الصيد

وفيما يأتي أبرز الحقائق المتعلقة بالصيد:

• تُعد الحيوانات البرية التي يصطادها الصيادون من أفضل مصادر اللحوم؛ لأنها تخضع لنظام غذائي طبيعي، كما أنها تعيش بصورة طبيعية حُرة في البراري.
• يُعاقَب الصياد الذي يمارس الصيد غير القانوني وغير المرخّص بالسجن ودفع غرامات باهظة عند القبض عليه.[١]
• استخدم المصريون القدماء الفهود المدجنة والمدربة على الصيد؛ وقد نُقل هذا التقليد وظل مُتداولًا حتى القرن العشرين من خلال الملوك الهنود.[٥]
• يختلف الهدف من الصيد من منطقة إلى أخرى، ففي بعض المناطق يكون الصيد بقصد أكل الحيوانات مثل؛ الطيور المائية والديوك الرومية والغزلان والموس وغيرها، وفي مناطق أخرى يضطر الصيادون إلى قتل الحيوانات لأنها تهدد البشر أو الماشية وتشمل هذه الحيوانات الذئب والكوجر والأسود الجبلية والدببة.[١]
• يستخدم الصيادون معدات مختلفة في الصيد مثل؛ البندقية أو القوس والسهم أو الفخاخ أو صنارة الصيد أو الشباك.[١]
• يحفظ العديد من الصيادين الرؤوس أو أجزاء أخرى من الحيوان ويثبتونها على الحائط.[١]
• تعرّضت بعض الحيوانات للصيد عبر التاريخ للحصول على جزء صغير فقط من جسمها، مما سبّب خسائر مدمرة، وهذه الحيوانات شملت الأفيال لأنيابها العاجية، والدببة للحصول على المرارة، ووحيد القرن الأبيض للحصول على قرونها، والبيسون الأمريكي لجلودها.[١]
• يخضع الصيد في بعض الحالات للتنظيم من خلال وضع برامج صيد ثابتة، وفي هذه الحالة تتكاثر الحيوانات طبيعيًا ولا تتعرّض للانقراض.[١]
• كان النازيون من الناشطين في مجال حقوق الحيوان، والذين بذلوا جهودًا كبيرة للحد من الصيد والقسوة على الحيوانات عمومًا.[٥]
• تُقرر كلاب الصيد الإفريقية ما إذا كانت ستذهب في مطاردة أم لا بعد إجراء تصويت بينها، إذ تحتاج الكلاب القوية إلى جمع حوالي 3 أصوات فقط، أما الكلاب الصغيرة فتحتاج إلى حوالي 10 أصوات.[٥]

أهمية قوانين الصيد

توضع القوانين في الأمور المختلفة لتحقيق النظام والعدالة والتوازن، ومن هنا جاءت أهمية وضع قوانين تنظم الصيد في مواسمه المختلفة لحماية البيئة والحيوانات والإنسان، وتبين النقاط التالية أهمية تلك القوانين:[٦]

• الحفاظ على الموارد: وهذا يضمن الحفاظ على الحياة البرية للأجيال القادمة للاستمتاع بها، وذلك من خلال إقرار قوانين إدارة الحياة البرية التي تتضمن تحديد مواسم خاصة للصيد تحد من إبادة الحيوانات وتجنب مواسم التعشيش والتزاوج، وأيضًا تحديد أساليب الصيد والمعدات، إضافة إلى تحديد عدد الحيوانات المسموح بصيدها.
• السلامة العامة: تضع قوانين الصيد إرشادات السلامة للصيد، والتي تحمي كلًا من الصيادين وغير الصيادين.
• تحقيق فرص عادلة: توفر قوانين الصيد فرصًا متساوية لجميع الصيادين، سواءً أكانوا يستخدمون الأسلحة النارية الحديثة أو أدوات تقليدية للصيد.