احذر من خراف القمامة فانها تصيب بالسامونيلا و البروسيلا

أصبح مشهد تواجد الخراف و الماعز بين أكوام القمامة معتادًا في بعض الشوارع, حيث يتم إطلاقها على مقالب الزبالة للحصول على طعامها من بين المخلفات الملوثة مما يصيبها بأمراض خطيرة والتي تنقلها بدورها للإنسان الذي يصاب بالأمراض القاتلة عند تناولها.

فقبل شهرين من عيد الأضحي يبدأ التجار في الاستعداد للموسم بتربية أنواع مختلفة من الماشية يبحثون من خلالها عن المكسب السريع فيضيفون الملح بكثرة على الأعلاف مما يجبر الحيوان على شرب المياه بكميات كبيرة فيزيد وزنها, مما يحقق لهم أرباحًا طائلة، و يأتي ذلك فى ظل إنعدام الرقابة البيطرية، حيث ومن بين الأمراض التى تصيب الحيوان و تنتقل بدورها للإنسان البروسيلا والسلمونيلا والسل والتى تهدد صحة الإنسان، كما يؤثر ذلك أيضًا على الثروة الحيونية فى مصر ويجعلها مهدده بالانقراض.

ويشير د. سامي طه نقيب البيطريين إلى أن أزمة اللحوم تتجدد كل عام خاصة بمناسبة عيد الأضحى لكنها هذا العام ظهرت أكثر من مرة في صور عديدة بسبب ارتفاع الأسعار تارة و اكتشاف لحوم فاسدة مستوردة تارة أخرى، و هذه المرة غش اللحوم والخراف التي تتغذى على قمامة الشوارع، لافتًا الى ان بعض الباعة يتركون الخراف تتغذى على أكوام القمامة في الشوارع من الصباح الى المساء، و في نهاية المطاف تقدم لحوف تلك الخراف للمستهلكين بكل ما تحمله من أوبئة وامراض.

واضاف من المفترض ان يكون للخراف نظام غذاء معين مثل الأعلاف او التربية في المراعي الخضراء والذي ينعكس بدوره على جودة اللحوم وسلامتها، وبالتالي يصل الى المستهلك اللحم الجيد، مطالبًا بضرورة تشديد الرقابة من الجهات المختصة مثل هيئة الخدمات البيطرية وشرطة المرافق، و مباحث التموين و المحليا لضبط لمواجهة تنامى ظاهرة تغذى الخراف على القمامة.

ويشير إلى أن هناك أساليب غير شرعية يتبعها تجار الماشية لتحقيق مكاسب ومنها اعطاء الخراف والأغنام كميات من الملح مخلوط مع الاعلاف مما يترتب عليه شربها ماء بكثرة فينتفخ شكلها ويظهر وزنها اكبر من الوزن الحقيقي وهو ما لا يكتشفه المستهلك الا بعد الذبح والسلخ .

ويشير إلى أن المجازر في كل دول العالم المتقدمة تعد بمثابة " فلتر " لما يقدم للناس من لحوم وترصد ظهور اي أوبئة في الذبائح لكن للأسف في مصر المجازر تابعة للمحليات وليس لهيئة الخدمات البيطرية كما انها تفتقد آليات الرقابة على ذبائح الاسواق بشكل كامل. و المسئولون في مصر انشغلوا بقضية ارتفاع اسعار اللحوم ولم يضعوا ضوابط كافية لمنع تسرب اللحوم الفاسدة وغير الصالحة للاستخدام الادمي للاسواق او منع تداول الذبائح والخراف التي تتغذى على القمامة .

قالت الدكتورة/ شيماء عبد العليم الباحثة بمركز بحوث صحة الحيوان من الشروط الواجب توافرها في الأضحية خاصة الخراف انه يجب ان يكون سليمًا وخاليًا من العيوب يبدو عليه النشاط وتكون عيونه لامعة وصوفه لا يمكن نزعه بسهولة ولا توجد به افرازات من الأنف، مشيرةً إلى أنه من الممكن التعرف على ذلك من خلال الضغط علي الأنف وألا يكون مصاباً، بالإسهال وأن يكون خاليًا من الجروح المتقيحة بجانب خلوه من الإصابه بأية أورام وأن تكون قوائمه سليمة وخالية من الكسور.

وحول معرفة الذبيحة الجيدة شددت على أنه يجب ملاحظة نشاطها وأن يكون ممتليء الظهر والاكتاف ويتم معرفة ذلك بتحسس السلسلة الظهرية للخروف، مشيرةً إلى أنه يفضل عمر الاضحية فى الاغنام ان تكون قد مر عليها عام كامل او بدلت الزوج الاول من القواطع.

ويشير الدكتور/ محمد عفيفى سيف مدير معمل الرقابة على الإنتاج الداجنى والحيوانى بجمصه ان خراف الشوارع مشكلة خطيرة تهدد صحة المواطنين خاصة مع انتشارها قبل العيد وتركيز المستهلك عند شرائها على السعر وليس صحتها وسلامتها ونوع الغذاء التي تغذت عليه .

وطالب بضرورة تنظيم حملة توعية من خطورة خراف الشوارع التي تغذت على القمامة والاطعمة الفاسدة من خلال العديد من الندوات بالتعاون مع العديد من وسائل الاعلام واطباء بيطريين متخصصين واخصائي الصحة العامة.

وأكد ان هناك أكثر من (200) مرض مشترك بين الإنسان والحيوانات، وان الحيوانات التي تعيش في ظروف بيئية غير ملائمة لتربيتها مثل المنازل الضيقة في الأحياء السكنية خاصة التي ترعى بين أكوام القمامة وهو ما يجعلها دائما عرضة للإصابة بسوء التغذية وبالتالي لن تكون هناك أية قيمة غذائية للحومها بالإضافه إلى تعرضها للإصابة بالكثير من الإمراض ونقلها إلى الإنسان إما عن طريق التعايش معها في نفس الأماكن أو عن طريق تناول لحومها.

ولفت إلى أن لحوم وألبان الماشية التي تتغذى على الفضلات تحمل أمراضا وفيروسات خطيرة قد تتسبب في الإصابة بالأورام في مرحلة لاحقة إذا لم تتمكن الأمعاء من التعامل معها بصورة جيدة، كما أنه تحمل بين أنسجتها ميكروبات وديدان دقيقة جدا تتحول عند تخمرها بالمعدة إلى أمراض تدمر المعدة والقولون.

ويقدم الخبراء نصيحة مهمة لمن يشتري رؤوس الأبقار والماشية حية سواء في عيد الضحى، حيث يتوجب تغذية هذه الحيوانات بمعرفة مشتريها لمدة لا تقل عن 40 يومًا حتى يتم تنقية أنسجتها مما يعلق بها من ميكروبات أو فيروسات ولتكوين أنسجة سليمة خالية من الأمراض.

ومن جانبه ذهب الدكتور/ حمدى اسماعيل الخبير البيطرى الى ان القمامه يوجد بها دائمًا اجسام غريبه مثل المسامير والتى قد تصيب الاغنام فى حالة التغذى عليها "بالالتهام التامورى الوخزى فى القلب"، و الاكياس التى تسبب انسداد الامعاء لدى الحيوان ،مضيفا ان تغذيها على القمامه يصيبها بالبكتريا المعويه والتى تسبب الموت المفاجىء، كما أنها تؤدي ايضا الى نقل الامراض بين الاغنام ذاتها كما ان من يعمل على تربية الاغنام فان هدفه الرئيسى هو الوصول بالحيوان الى الوزن المثالى واعلى قدر من اللحوم والقمامه لن تحقق له هذا الهدف.

وفيما يتعلق بالأمراض التى قد تسببها الاغنام للانسان فى هذه الحاله اشار اسماعيل الى ان اخطار الامراض تتمثل فى البروسيلا والجدرى الا ان اخطرها هو البروسيلا ويعد هذا المرض على درجه عالية من الخطوره فى حالة وصوله الى الانسان عن طريق الاغنام وهى مايطلق عليها ايضا "الحمى الملطيه".

وطالب اسماعيل بضرورة تثقيف الشعب المصرى وان يدرى جيدًا كيف يمكنه تربية الاغنام والماشية بالطرق السليمه حتى يعود اليه العائد المناسب،و كذلك القضاء على بؤر القمامه المنتشره بمصر وان يتم اعادة تدويرها مره اخرى وهو ماسيعود بالنفع على الاقتصاد المصرى وعلى البيئه ايضًا.

مشددًا على ضرورة تفعيل دور الطب البيطرى وذلك من خلال ترشيد المربين بالطرق السليمه لتربية الاغنام حتى لايتم الوقوع فى مثل هذه الافعال، فلذلك تأثير سلبى كبير على صحة الانسان نتيجة للامراض التى تنقل اليه عن طريق الاغنام المصابه، وكذلك تؤدى فى الوقت ذاته الى تدمير الثروه الحيوانيه فى مصر واندثار السلالات البلديه.

ومن جانبه اكد الدكتور/ مصطفى بسطامى ان تغذى الاغنام على القمامة تعد عملية فى غاية الخطوره لما يترتب عليه من اضرار على الغنم من جراء ذلك، حيث تتعرض للاصابه بالعديد من الامراض التى تؤثر عليها والتى تصل بعد ذلك الى جسم الانسان، مشيرًا الى ان السلمو نيلا تأتى فى مقدمة هذه الأمراض والتى تسبب تسمم غذائى.

وأضاف بسطامى من المفترض ان الاغنام لها المراعى المخصصه لها والتى يتم تربيتها عليها وليست القمامه احدى هذه المراعى فلابد من الاعتماد على الطرق الرئيسيه والمنظمه فى تربية الاغنام كى لايؤثر ذلك على الانسان او الحيوان ذاته.

ومن ناحيته قال الدكتور/ أحمد شوقى الخبير البيطرى ان الحيوان كائن حى مثله مثل الانسان فكما يحتاج الانسان الى غذاء صحى وسليم فالحيوان ايضا فى احتياج الى ذلك،كما لا يجوز ان يتغذى الحيوان على الزباله.

وأضاف شوقى ان الشرع وضع الحيوانات التى تتغذى على القمامه فى حكم "الجلاله" فلا يجوز أكلها ولاشرب لبنها الا بعد ان تتغذى لفترة كافية على أعلاف ومياه نظيفه حتى يتجدد دمها مره وأخر وان تتخلص من آثار القمامه من أجسامها،موضحا ان الاضاحى لايجوز ان يتم تربيتها على القمامه امام الحيوانات الاخرى بخلاف الاضاحى والتى تم تربيتها عليها لابد من تغذيتها على غذاء سليم لمدة شهر على الاقل قبل الذبح.

وحول الامراض التى تنقل للاغنام نتيجه لذلك قال ان الامراض لايمكن حصرها وذلك نتيجه لتعدد الفيروسات الموجوده بالقمامه اضافه الى ان المخلفات الخطره يتم دمجها مع المخلفات غير الخطره وهو مايعطى فرصه لتزايد الفيروسات بشكل واضح.

ومن جهته اكد الدكتور/ عمر يسرى استاذ الطب البيطرى بجامعة عين شمس رفضه لتربية الاغنام على القمامه لما قد يتريب على ذلك من آثار سلبيه على الحيوان نتيجة لتعرضه لامراض عديده نتيجة لذلك وبالتبعية تعرض صحة الانسان للخطر نتيجة لذلك حيث يتعرض هو الاخر للامراض نتيجه تناوله اللحوم المصابه بالامراض.

وأضاف يسرى ان تعرض الاغنام للقمامه يتسبب فى اصابتها بطفيليات عديده لها تأثير سلبى على الحيوانات وهذه الطفيليات قد تكون طفيليات خارجيه مثل "القمل" اضافه إلى وجود افرازات آخرى،وكذلك هناك طفيليات داخليه يكون لها تأثير كبير على الاعضاء الداخليه للحيوان وبالتبعية تؤثر على الانسان فى حالة تناوله لها.

ومن جهته قال الدكتور/ محمد سيف الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة بنى سويف إن القمامه التى تتغذى عليها الاغنام تحتوى على ملوثات كميائيه وبيولوجيه وهذه الملوثات والتى تؤثر بشكل كبير على القيمة الغذائية للحوم،بالإضافة إلى مالها من أضرار على الصحة العامة للمستهلك.

وأضاف سيف ان الملوثات الكميائية يكون لها آثار تراكميه داخل الجسم أما التلوث البيولوجى فيؤدى الى الاصابه ببعض الامراض مثل "السلمونيلا" و"الاى كولاى" والتى تؤدى إلى الإصابه بالتسمم الغذائى،اضافه إلى الحمه الملطيه والتى تعرف "بالبروسيلا" وكذلك السل فهذه الأمراض تنتقل من الأغنام إلى الإنسان،مشيرا إلى وجود امراض اخرى ليست على ذات القدر من الشهره تنتقل الى جسم الانسان ونسب حدوثها ليست عاليه مثل "الاستريوزس".

واشار سيف ان هذه النوعية من الأغنام يطلق عليها لقب "الكناسه"، مرجعًا تلك التسمية إلى تغذيتها حيث على بقايا المزروعات ولا يوجد فى ذلك اية مشاكل بخلاف الأغنام التى تتغذى على القمامة التى تتسبب فى إصابة من يتناولها بالأمراض.