لى الرغم من تحمل أشجار النخيل للجفاف إلا أنه إذا تعرض للعطش مدة طويلة فإن معدل النمو الخضري للأوراق يقل بوضوح وتقل صفات الثمار وينخفض محصولها بدرجة كبيرة وعلى العكس من ذلك حيث تستطيع جذور النخيل أن تتحمل غمر التربة بالماء لمدة طويلة أيضاً ولكنها لا تفضل الحالتين إذا أردنا لها النمو والإثمار بدرجة جيدة وبالرغم من تحمل الشجرة للجفاف إلا أن احتياجاتها المائية مرتفعة وتختلف الاحتياجات المائية للنخيل باختلاف نوعية التربة والماء المضاف وطريقة الإضافة والظروف الجوية المحيطة وحالة النشاط الفسيولوچى للنخلة ومراحل نموها والتي يمكن تقسيمها كالتالية:
فترة مابعد جمع المحصول
يراعى عدم إهمال الري في هذه الفترة للمساعدة في تكوين الطلع الجديد ويكون الري على فترات متباعدة شتاءاً.
بداية مرحلة النمو الخضري والنشاط قبل فترة التلقيح
يكون الري على فترات متقاربة حيث أن عدم الري يقلل من نشاط النمو الخضري والزهري مما يؤثر على المحصول وصفات الثمار الناتجة.
فترة التزهير والعقد
يكون الري خفيف على متوسط مع تجنب العطش أو الإسراف حيث أن انخفاض أو زيادة الري في هذه الفترة تسبب تساقط جزء كبير من الأزهار والعقد الصغيرة.
فترة نمو وتكون الثمار وتلوينها
يجب أن يكون الري على فترات متقاربة حتى فترة اكتمال نمو الثمار حيث أن نقص الماء بعد العقد يسبب انخفاض في سرعة نمو الثمار ويؤدى إلى سقوط الكثير منها وصغر حجمها.
وفى بعض الأصناف ذات الحساسية الكبيرة للرطوبة والتي تؤدى إلى حدوث ظاهرة التشطيب في الثمار ( تكوين خطوط غير منتظمة الشــــكل طولية وعرضية على جلد الثمرة ) يجب تقليل كميات ماء الـري في المراحل الأخيرة من تكوين الثمار وقبل تلوينها كما يجب عدم زراعة محاصيل بينية بين أشجار النخيل حتى لا تسمح بزيادة الرطوبة الجوية حول الثمار في تلك المرحلة ، وفى بعض الأصناف مثل البرحي يعتبر تقليل كمية المياه والتحكم في الري خلال هذه الفترة ذات أهمية بالغة لتفادي التأثير السيئ للرطوبة على الثمار.
فترة نضج الثمار
يكون الري على فترات متباعدة وخفيف للعمل على سرعة نضج الثمار وتلوينها وزيادة حلاوة سكرياتها ويحافظ على صلابتها فتكون أكثر تحملاً للنقل والتسويق وعلى العكس من ذلك فالري الغزير خلال هذه الفترة يؤدى إلى تأخر نضج الثمار وزيادة رطوبتها وقلة صلابتها مما يؤدى إلى سرعة تلفها ، تنجح زراعة أشجار النخيل في أراضى لا تنجح بها زراعة أنواع أخرى من أشجار الفاكهة ، وتتميز أشجار النخيل بمجموع جذري كبير يمتد لمسافات كبيرة بالتربة مما يمكنها من الحصول على الكميات المناسبة من الماء والعناصر الغذائية ، وقد أكدت معظم الدراسات المائية أنه لعمل برنامج للنخيل يجب دراسة احتياجات الأشجار تحت ظروف كل منطقة لتقدير الحاجة للري ومعدله وتوقيته مع الأخذ في الاعتبار تفاعل العوامل المختلفة والمؤثرة حتى نستطيع رسم سياسة إرشادية للري في كل منطقة.