بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية زراعة البقوليات
أهمية زراعة البقوليات
قالت منظمة الاغذية والزراعة " فاو " ان النتروجين يشكل حوالى 80 % من الهواء , ورغم هذا فالنتروجين غالبا مايكون هو العنصر الغذائى الاكثر تحديدا لنمو المحصول واسمدة النتروجين ذات اسعار مرتفعة , اما نتروجين الهواء فهو مجانى , ويمكن للنباتات البقولية تثبيت واستخدام النتروجين من الهواء , وتتميز النباتات البقولية بالقرون كما ان ازهارها عموما لها خمس بتلات واهمها " الفاصوليا , اللوبيا , الفول السودانى , الحمص وفول الصويا " , وتوجد بكتريا خاصة " وهى كائنات حية مجهرية " فى العقد على جذور البقوليات وهى مسءولة عن تثبيت النتروجين , وعادة مايكون عددها اكبر عند الازهار وكلما زاد عدد العقد على جذور النبات كلما كانت كمية النتروجين المثبته اكبر , ولاتكون كل العقد نشطة , فاذا كان اللون الداخلى للعقد ورديا فان العقد تكون نشطة فى تثبيت النتروجين اما اذا كانت العقد بنية اللون , فهى ليست نشطة ومن خلال عملية شق او فتح للانواع المختلفة من العقد من الممكن تحديد اذا ماكانت نشطة من عدمه , ويعتمد تثبيت النتروجين بواسطة البقوليات على وجود بكتريا كافية من انواع وسلالات خاصة يمكنها تكوين عقد تلك الانواع من النباتات , ويلزم وجود بكتريا معينة من اجل تكوين عقد على نباتات معينة بالنسبة للنباتات المحلية , فالسلالات المناسبة من البكتريا تكون موجودة بدون تغيير فى التربة , اما النباتات غير المحلية فغالبا ماتكون سلالات البكترية المناسبة لها غير موجودة وفى هذه الحالة يؤدى تلقيح بذور البقوليات بالسلالات الملائمة من البكتريا العقدية الى زيادة كمية النتروجين المثبت , وتحتاج البقوليات الى فوسفور كافى حتى تقوم بتثبيت النتروجين , والاراضى التى تعانى من نقص الفسفور يجب تخصيبها بالفوسفات .
يؤدى ترك البقوليات على سطح التربة كغطاء نباتى وعدم حرثها الى حماية التربة من الانجراف , وتقليل الحشائش الغريبة , والاقلاع من فقد الرطوبة عن طريق البخر بالاضافة الى خفض حرارة التربة , وقد يستفيد المحصول المنزرع بحوالى 20 الى 40 كجم نتروجين من التى تم تثبيتها بواسطة البقوليات , وبالنسبة لبعض البقوليات مثل " فول الصويا " فان كمية النتروجين التى يتم حصدها او ازالتها من الحبوب تكون اكبر من كمية النتروجين الذى قام بتثبيته , وان الاستمرار فى حصاد فول الصويا يمكن ان يقلل من محتوى النتروجين فى التربة , ولتعظيم كمية النتروجين المضافة للتربة بواسطة البقوليات المنزرعة كمحصول غطائى , او كااسمدة خضراء يجب حرث النباتات فى مرحلة منتصف الازهار او ملء البذور كما يجب ان يمر 2 – 3 اسابيع على الاقل بعد حرث الاسمدة الخضراء , وقبل زراعة محاصيل الحبوب حتى يسمح باكتمال التحلل المبدئى للبقول .
الى ذلك فان التطبيق العملى الذى يمكن بواسطته ادخال البقول الى النظام المحصولى الموجود , او باجراء التعديلات اللازمة سوف يتطلب قيام المزارعيين والباحثين بتجارب كافية , وعليه فان المناطق التى يمكن زراعة محصولين فيها فى السنة يكون من الافضل بذورالبقوليات فى القطعة المعاملة عند بداية الموسم المحصولى الاول , وحرثها فى منتصف مرحلة الازهار , او فترة ملء الحبوب , وحينئذ يبذر محصول الحبوب فى كلا القطعتين فى بداية الموسم المحصولى الثانى , ويمكن تبوير قطعة المقارنة , او تبذر بمحصول تقليدى غير بقولى خلال الموسم المحصولى الاول , اما بالنسبة للمناطق التى تزرع بمحصول واحد فقط فيلزم بذر البقول فى السنة الاولى , ومحصول الحبوب فى السنة الثانية , وسوف يعتمد اختيار المحصول البقولى فى السنة الاولى , ومحصول الحبوب فى السنة الثانية , ويعتمد اختبار البقوليات على طول فترة النمو , والظروف المناخية " الامطار المتوقعة , درجات الحرارة , احتمالات الصقيع " والمهم , ان ينمو المحصول بشكل جيد وينتج كميات كبيرة من الكتله الحيوية , ويثبت كميات وفيرة من النتروجين طالما ان هذه الكتلة سوف تمد محصول الحبوب التالى بمنافع وفيرة , وفى بعض البيئات المناخية يمكن تحقيق كميات كبيرة من الكتلة الحيوية من زراعة البقوليات سريعة النمو خلال 4 – 6 اسابيع فقط , ويلزم تنفيذ تجارب لا اختيار المحصول بواسطة الباحثين , ولتحديد البقوليات الملائمة للتربة والظروف المناخية للمنطقة , ويحدد المزارعون بناءا على الخبرة المكتسبة لديهم مااذا كانو سيتركون المحصول البقولى كغطاء للتربة , او يخلطونه بالتربة كسماد اخضر بسبب المزايا المضافة لمحصول الغطاء لحماية التربة من الانجراف وتقليل كمية الحشائش , وحفظ درجات الحرار للتربة , وتقليل فقد الرطوبة عن طريق خفض البخر .