معجزة الجذع مع البتول مريم ) رضي الله عنها :
قال تعالى : { وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً فكلي واشربي وقري عيناً } سورة مريم 25 – 26
إن السيدة العذراء أم المسيح عليهما السلام عندما أرسل الله سبحانه وتعالى إليها روحه جبريل عليه السلام . قد تمثل لها بشراً سوياً تام لخلقه كإنسان خوفاً من أن تفزع منه . وقال لها أنه رسول ربها ليهب لها غلاماً زكياً بدون أن يمسها بشر ليجعله آية للناس ورحمة منه ، فحملت العذراء بقدرة الله سبحانه وتعالى دون زوج ، وتنحت مكاناً بعيداً عن أهلها في إحالة الجهاد من المخاض وطلق الولادة .
جرى الماء في النهر لتشرب منه العذراء ماء قراحاً سائغاً ، لتعوض ما فقدته من ماء جسمها أثناء الإجهاض والمخاض ، وخصوصاً وهي في حالة نفسية مضطربة مشت مسافة بعيدة حتى وصلت إلى جذع النخلة وبذلك جف ريقها .
وإن أكل الرطب الجني وتناول الماء النمير السلسبيل وطرح القلق والحزن جانباً أثناء المخاض ( آلام الولادة ) ، في كل ذلك معجزات طبية بليغة ، أشار إليها القرآن الكريم قبل اكتشاف الطب الحديث لتلك الحقائق بمئات السنين . أي قبل ألف وأربعمائة سنة تقريباً .
ومن المعجزات أيضاً أن يتساقط الرطب بهزة من البتول العذراء الماخص لجذع النخلة مع أن الرطب يكون متشبثاً في شماريخ عذوق النخل ويحتاج لقوة لينتزع من تلك الشماريخ .
ومن المعروف أن جزع النخلة من أقوى جذوع الشجرة فلذلك اختارها وأرادها فرعون مصر مكاناً ليصلبن السحرة الذين آمنوا برب هارون وموسى عقابا لهم فقد قالوا : { ... آمنا برب هارون وموسى ... } سورة طه 70 ، فقال فرعون : { قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم في جذوع النخل ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى } سورة طه 71 ، فلقد اختار فرعون جذوع النخل لقوتها ومتانتها وذكر حرف ( في ) جذوع النخل للدلالة على توثيق الرباط وشدته !
ولكنها المعجزة لهذه الشجرة المباركة النخلة العظيمة المطيعة لأمر الله جل وعلى ...