ففى دراسة حديثة نشرت فى مجلة Geophysical Research letters أظهرت هذه الدراسة أن المسطحات تحدث ضرراً للبيئة أكثر من فائدتها فبالرغم من أن المسطحات تمتص غاز ثانى أكسيد الكربون من الجو الا أن النشاطات المصاحبة لرعاية المسطحات كاستخدام معدات قص المسطحات و جامعات الأوراق و مضخات الري تنتج من الغازات أربعة أضعاف ما تمتصه هذه المسطحات!
ظلت فكرة انشاء الحدائق العامة وزراعة المزيد من المسطحات الخضراء من الحلول الناجعة لمشكلة الاحتباس الحرارى وذلك بسبب أن للحشيش جذور كثيرة تنمو بسرعة ثم تموت هذا يجعل الحشيش من النباتات الجيدة لامتصاص الكربون من الهواء وحبسه بالتربة . وقد تابعت الدراسة هذه الفكرة فى الحدائق المنشأة فى جنوب كليفورنيا حيث أكدت ما جاء بالدراسات السابقة وذلك أن مستويات الكربون تزداد فى التربة سنة بعد سنة و شملت الدراسة حدائق مختلفة الأعمار من حدائق حديثة الى حدائق عمرها أكثر من 35 سنة .
لكن عند أخذ الدراسة لخطوات أكثر وذلك بالنظر ليس الى ما تمتصه التربة بل الى ما تفقده التربة حيث أتضحت حقيقة أخرى مذهلة و هى أن التربة بوجود الحشيش تفقد غاز أكسيد النيتروز وهو أكثر سوءاً ب300 مرة مقارنة بثانى أكسيد الكربون فى زيادة الاحتباس الحرارى بل أن الأسمدة و التى تزيد من قدرة النباتات على امتصاص الكربون لكنها فى نفس الوقت تزيد من سرعة فقد أكسيد النيتروز.
الأسوأ من ذلك أن الحشيش فى الملاعب الرياضية يفقد غازى أكسيد النيتروز و ثانى أكسيد الكربون لكنه يفشل فى أمتصاص غاز ثانى أكسيد الكربون نتيجة لاجهاد المسطح و تعرضه للدهس باستمرار ولذلك فأن وجوده من المؤكد أنه مضر بالبيئة بدون أى فائدة تذكر لذلك تبدو فكرة استخدام الحشيش الصناعى أكثر واقعية .
الدراسة تشدد على دراسة جانبى المعادلة قبل الانخراط فى أي نشاط يتطلب زراعة مسطحات خضراء.
فى الختام نذكر قراءنا فى الزراعه السعودي أننا لا نشجع على ترك المسطحات الخضراء و ترك الساحات فارغة و لكن لاتخاذ طرق أقل ضرراً بالبيئة فى رعاية المسطحات مثل استخدام معدات القص اليدوية و زراعة أنواع من مغطيات التربة تحتاج الى استخدام أقل للمعدات التى تعمل بالوقود الحفرى و اعادة تصميم الحدائق و ادخال عناصر أخرى لتقليل المساحات المخصصة للحشيش.