الزراعه العضوية واهميتها في حل مشكلات العالمية للبشرية

جاءت الزراعة العضوية كرد فعل عالمي على الآثار السلبية الهائلة التي تسببت بها الزراعة الحديثة باعتمادها الكبير على المواد الكيماوية من مبيدات و أسمدة و هرمونات و غيرها.
تمثلت هذه الآثار بالتلوث في الماء و التربة و الهواء و بانجراف التربة و التصحر و انتشار الأمراض و..................
تعتمد الزراعة العضوية على مجموعة من الطرق التي تحترم البيئة في كافة مراحل الإنتاج فلا يهتم بالمنتج النهائي بل يتعداه إلى الاهتمام بنظام الإنتاج كله حتى الوصول للمستهلك النهائي.
الزراعة العضوية كنظام متكامل يعتمد على مجموعة من الطرق تؤدي إلى تحقيق نظام بيئي مستدام ,سلامة الغذاء,التغذية الجيدة,رفاهة الحيوان,العدالة الاجتماعية..............بالتالي الإنتاج العضوي هو أكثر من مجرد نظام إنتاج يقوم على استخدام أو استبعاد مجموعة محددة من المدخلات في العملية الإنتاجية.
أهم المشكلات التي تحلها الزراعة العضوية:
1.المشكلات الصحية: لأنها تساهم في حماية صحة الإنسان و تقليل الإصابة بالكثير من أمراض العصر كالسرطانات و أمراض القلب, الصداع.............وذلك من خلال تقديمها لغذاء ذي نوعية أفضل خال من المواد الكيماوية ( أسمدة – مبيدات – هرمونات – مضادات حيوية – إضافات غذائية – ملونات صناعية - الكائنات المعدلة وراثيا )كما أنها تزيد من كمية الفيتامينات المفيدة و الأحماض الدهنية الأساسية و المعادن و مضادات الأكسدة .
2.المشكلات البيئية:
بسبب اعتمادها على طرق ووسائل زراعية طبيعية و محلية و متجددة تقلل من تلوث البيئة و التصحر و الانجراف و التغيرات المناخية المتمثلة بارتفاع درجة حرارة الأرض .
تشدد الزراعة العضوية على وجوب تكريس جزء من المزرعة للتنوع الحيوي ( نباتات برية , أعشاب ، أسيجة , حجارة ........)مما يساهم في مقاومة الكوارث الطبيعية كالفيضانات و الحرائق و انتشار الأوبئة .
3.المشكلات الاقتصادية:
تباع المنتجات العضوية بسعر أعلى من المنتجات الأخرى بسبب الطلب العالمي عليها و يساعد هذا الفرق السعري على تحسين أوضاع و أحوال المزارعين الفقراء كما يحظى المزارعون العضويون بدعم حكومي لتشجيعهم و مساعدتهم في التحول إلى هذا النظام الذي قد يحمل في بداية تطبيقه و تبنيه بعض الخطورة في تقليل الإنتاج.
قد تحتل الزراعة العضوية جزءا من قطاع السياحة حيث أن السياحة البيئية منتشرة بشكل كبير في العالم وهذا يساعد على تحسين الدخل القومي العام.
4.المشكلات الاجتماعية:تتطلب الزراعة العضوية يدا عاملة بشكل أكبر من الأنظمة الزراعية الأخرى و كنتيجة لذلك فهي قادرة على خلق فرص للعمل خاصة بالنسبة للنساء مما يساعد على تنمية و تطوير المرأة الريفية.
فرص العمل هذه تساعد في تقليل البطالة و مكافحة الفقر و الحد من الهجرة ,كما تشجع الزراعة العضوية على تشكيل جمعيات و اتحادات و تعاونيات تعمل على حماية صغار المزارعين في مواجهة العولمة و تحدياتها المختلفة .
أخيرا إن الزراعة العضوية هي طريقة إنتاج لا تستخدم فيها المواد الكيماوية و تحتاج إلى التخطيط المبني على المعرفة و على استخدام التقنيات الحديثة و تنظمها مقاييس محددة و دقيقة و تخضع لنظام مراقبة الجودة.