ربع مساحة الغابات في العالم في الأراضي الجافة
ربع مساحة الغابات في العالم في الأراضي الجافة
يقع أكثر من ربع مساحة الغابات في العالم في الأراضي الجافة، كما أن الأشجار موجودة في ما يقرب من ثلث مناطق الأراضي الجافة في العالم، وفقاً لتقرير "الأشجار والغابات واستخدام الأراضي في الأراضي الجافة: أول تقييم عالمي" الذي أطلقته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" اليوم في الاجتماع الرفيع المستوى المعني بالغابات خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP25.
وتبيّن النتائج أن "الأراضي الجافة ليست أراضٍ قاحلة، بل هي أراضٍ منتجة ذات إمكانات اقتصادية كبيرة وقيمة بيئية".
ويمثل التقرير، الذي يتضمن الكثير من البيانات حول استخدام الأراضي والغطاء الحرجي على الصعيدين العالمي والإقليمي، وفاء من الفاو بوعدها بتقديم "منتج جماعي" بشأن حالة الأراضي الجافة في جميع أنحاء العالم. ويعد هذا التقييم استكمالاً للتقييمات العالمية لحالة الموارد الحرجية التي أجرتها المنظمة، لكنه يختلف في أن بياناته الأولية يتم تطويرها من خلال التفسير البصري لصور الأقمار الصناعية المتوفرة مجاناً في جهد جماعي عالمي باستخدام أداة كولليكت إيرث من أدوات Foris المفتوحة للفاو.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال هيروتو ميتسوجي، المدير العام المساعد لقطاع الغابات في الفاو: "إن فهم حالة غابات الأراضي الجافة وتغيراتها وغطاء الأشجار واستخدام الأراضي أمر ضروري لتقييم أثر تغير المناخ والأنشطة البشرية ونتائج تدابير التكيف والتخفيف والتقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف الإقليمية للتعادل في تدهور الأراضي".
واستند التقرير الجديد إلى تحليلات أكثر من 200 خبير وسلسلة من ورش العمل الإقليمية بالتعاون مع شركاء من الجامعات ومعاهد البحوث والحكومات والمنظمات غير الحكومية في جميع أنحاء العالم، ويستفيد التقرير من معلومات مستمدة من عينة من 213,782 قطعة أرض تبلغ مساحة كل منها حوالي نصف هكتار.
وفي حين أن حالات محددة تتطلب إجراء عمليات تفتيش حقيقية على أرض الواقع، فإن تفسير صور الاستشعار عن بُعد عالية الدقة المعروضة في التقييم يمكن أن تساعد صانعي السياسات على تحديد استراتيجيات الاستثمار المثلى لمكافحة تدهور الأراضي والتصحر، والحفاظ على التنوع البيولوجي، ودعم سبل العيش، والمساعدة في زيادة قدرة الأراضي والمجتمعات على الصمود، ولا سيما في مواجهة تغير المناخي.
البيانات التي يقدمها التقييم
وبحسب تقييم الفاو، تغطي الأراضي الجافة، التي تضم مناطق شديدة الجفاف والقاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، حوالي 6.1 مليار هكتار، أو 41 بالمائة من مساحة اليابسة على سطح الأرض. ومن هذه الأراضي، تشكل الغابات حوالي 1.1 مليار هكتار (18 بالمائة).
وتعد الأراضي الجافة موطناً لحوالي ملياري شخص ونصف الماشية في العالم وأكثر من ثلث النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي العالمي، وتوفر نقاط هجرة حرجة للطيور. أنظمتها الإيكولوجية معرضة لنقص المياه والجفاف والتصحر وتدهور الأراضي وآثار تغير المناخ. ومن المتوقع أن تتوسع رقعة الأراضي الجافة في العالم بنسبة تتراوح بين 10 و23 بالمائة بنهاية القرن الحادي والعشرين، مما يشكل تداعيات خطيرة على الأمن الغذائي وسبل العيش ورفاهية الإنسان.
وعلى الصعيد العالمي، تشكل الغابات حوالي 18 بالمائة من الأراضي الجافة، يمتلك ما يزيد قليلاً عن نصفها كثافة شجرية أعلى من 70 بالمائة، بينما تشكل الأراضي القاحلة 28 بالمائة، والأراضي العشبية 25 بالمائة، والأراضي الزراعية 14 بالمائة. وتوجد الأشجار أيضاً في الأراضي الجافة خارج الغابات، ولا سيما في آسيا وأوروبا، وإجمالاً توجد الأشجار في حوالي 2 مليار هكتار من الأراضي الجافة.
يقدم التقرير تقييمات مفصلة مقسمة حسب المناطق.
كما أصدرت الفاو عدداً جديداً من دورية Unasylva يبحث في دور الغابات باعتبارها حلولاً طبيعية لإدارة المياه. وتتمثل الرسالة الرئيسية في أن مستجمعات المياه الحرجية توفر ما يقدر بنحو 75 بالمائة من موارد المياه العذبة التي يمكن الوصول إليها في العالم، وبالتالي فهي تشكل بنية تحتية طبيعية حيوية وقليلة التكلفة لإنتاج مياه عالية الجودة - بما في ذلك للمدن- لأكثر من نصف سكان العالم. وستزداد أهمية إدارة الغابات للمياه أكثر في مواجهة تغير المناخ.